responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 194

نعم إذا قصد تلذذ البدن،و تنعمه بشيء من هذه الأسباب،كان منحرفا عن الآخرة،و يخشى على قلبه القسوة.قال الطنافسي،كنت على باب بني شيبة في المسجد الحرام سبعة أيام طاويا فسمعت في الليلة الثامنة مناديا و أنا بين اليقظة و النوم،ألا من أخذ من الدنيا أكثر مما يحتاج إليه أعمى اللّه عين قلبه.فهذا بيان حقيقة الدنيا في حقك ،فاعلم ذلك ترشد إن شاء اللّه تعالى

بيان
حقيقة الدنيا في نفسها و أشغالها التي استغرقت همم الخلق حتى أنستهم أنفسهم
و خالقهم و مصدرهم و موردهم

اعلم أن الدنيا عبارة عن أعيان موجودة،للإنسان فيها حظ،و له في إصلاحها شغل.

فهذه ثلاثة أمور قد يظن أن الدنيا عبارة عن آحادها،و ليس كذلك

أما الأعيان الموجودة التي الدنيا عبارة عنها

،فهي الأرض و ما عليها.قال اللّه تعالى إِنّٰا جَعَلْنٰا مٰا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهٰا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً [1]فالأرض فراش للآدميين،و مهاد،و مسكن،و مستقر،و ما عليها لهم ملبس،و مطعم،و مشرب،و منكح و يجمع ما على الأرض ثلاثة أقسام:المعادن،و النبات،و الحيوان.أما النبات،فيطلبه الآدمي للاقتيات و التداوي.و أما المعادن،فيطلبها للآلات و الأواني،كالنحاس و الرصاص، و للنقد كالذهب و الفضة،و لغير ذلك من المقاصد.و أما الحيوان،فينقسم إلى الإنسان، و البهائم.أما البهائم،فيطلب منها لحومها للمآكل،و ظهورها للمراكب و الزينة،و أما الإنسان فقد يطلب الآدمي أن يملك أبدان الناس ليستخدمهم و يستسخرهم كالغلمان ،أو ليتمتع بهم كالجواري و النسوان.و يطلب قلوب الناس ليملكها،بأن يغرس فيها التعظيم و الإكرام و هو الذي يعبر عنه بالجاه،إذ معنى الجاه ملك قلوب الآدميين.فهذه هي الأعيان التي يعير عنها بالدنيا،و قد جمعها اللّه تعالى في قوله زُيِّنَ لِلنّٰاسِ حُبُّ الشَّهَوٰاتِ مِنَ النِّسٰاءِ وَ الْبَنِينَ [2]و هذا من الإنس وَ الْقَنٰاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَ الْفِضَّةِ [3]و هذا من الجواهر و المعادن و فيه تنبيه على غيرها من اللآلئ و اليواقيت و غيرها وَ الْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَ الْأَنْعٰامِ [4]و هي


[1] الكهف:18

[2] آل عمران:14

[3] آل عمران:14

[4] آل عمران:14

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 194
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست