responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 186

العقوبات عليه،حتى قال بعضهم،ما أخاف من الموت إلا من حيث يحول بيني و بين قيام الليل .و كان آخر يقول:اللهم ارزقني قوة الصلاة،و الركوع،و السجود في القبر.فهذا قد صارت الصلاة عنده من حظوظه العاجلة،و كل حظ عاجل فاسم الدنيا ينطلق عليه،من حيث الاشتقاق من الدنو ،و لكنا لسنا نعني بالدنيا المذمومة ذلك و قد قال صلى اللّه عليه و سلم[1]«حبّب إلىّ من دنياكم ثلاث النّساء و الطّيب و قرّة عينى في الصّلاة»فجعل الصلاة من جملة ملاذ الدنيا.و كذلك كل ما يدخل في الحس و المشاهدة فهو من عالم الشهادة،و هو من الدنيا و التلذذ بتحريك الجوارح بالركوع،و السجود،إنما يكون في الدنيا،فلذلك أضافها إلى الدنيا،إلا أنا لسنا في هذا الكتاب نتعرض إلا للدنيا المذمومة،فنقول هذه ليست من الدنيا.

القسم الثاني:و هو المقابل له على الطرف الأقصى

،كل ما فيه حظ عاجل،و لا ثمرة له في الآخرة أصلا،كالتلذذ بالمعاصي كلها،و التنعم بالمباحات الزائدة على قدر الحاجات،و الضرورات الداخلة في جملة الرفاهية و الرعونات،كالتنعم بالقناطير المقنطرة من الذهب و الفضة ،و الخيل المسومة،و الأنعام،و الحرث،و الغلمان،و الجواري،و الخيول،و المواشي،و القصور، و الدور،و رفيع الثياب،و لذائذ الأطعمة.فحظ العبد من هذا كله هي الدنيا المذمومة.و فيما يعد فضولا،أو في محل الحاجة،نظر طويل،إذ روى عن عمر رضي اللّه عنه،أنه استعمل أبا الدرداء على حمص،فاتخذ كنيفا أنفق عليه درهمين ،فكتب إليه عمر.من عمر بن الخطاب أمير المؤمنين إلى عويمر،قد كان لك في بناء فارس و الروم،ما نكتفى به عن عمران الدنيا حين أراد اللّه خرابها،فإذا أتاك كتابي هذا،فقد سيرتك إلى دمشق أنت و أهلك.فسلم يزل بها حتى مات.فهذا رآه فضولا من الدنيا فتأمل فيه

القسم الثالث،و هو متوسط بين الطرفين

،كل حظ في العاجل،معين على أعمال الآخرة.كقدر القوت من الطعام ،و القميص الواحد الخشن،و كل ما لا بد منه ليتأتى للإنسان البقاء و الصحة،التي بها يتوصل إلى العلم و العمل.و هذا ليس من الدنيا كالقسم

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 186
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست