responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 185

و ظن أنه قد وهب ذلك منه.فتعلق به قلبه لما ظن أنه له.فلما استرجع منه ضجر و تفجع.و من كان عالما برسمه،انتفع به و شكره،و رده بطيب قلب و انشراح صدر و كذلك من عرف سنة اللّه في الدنيا،علم أنها دار ضيافة،سبلت على المجتازين لا على المقيمين،ليتزودوا منها،و ينتفعوا بما فيها كما ينتفع المسافرون بالعوارى،و لا يصرفون إليها كل قلوبهم،حتى تعظم مصيبتهم عند فراقها.

فهذه أمثلة الدنيا و آفاتها و غوائلها ،نسأل اللّه تعالى اللطيف الخبير حسن العون بكرمه و حلمه

بيان
حقيقة الدنيا و ماهيتها في حق العبد

اعلم أن معرفة ذم الدنيا لا تكفيك،ما لم تعرف الدنيا المذمومة ما هي،و ما الذي ينبغي أن يجتنب منها ،و ما الذي لا يجتنب.فلا بد و أن نبين الدنيا المذمومة،المأمور باجتنابها لكونها عدوة قاطعة لطريق اللّه ما هي فنقول:دنياك و آخرتك عبارة عن حالتين من أحوال قلبك،فالقريب الداني منها يسمى دنيا،و هو كل ما قبل الموت.و المتراخي المتأخر يسمى آخرة،و هو ما بعد الموت.فكل مالك فيه حظ،و نصيب،و غرض،و شهوة، و لذة،عاجل الحال قبل الوفاة.فهي الدنيا في حقك إلا أن جميع مالك إليه ميل،و فيه نصيب و حظ،فليس بمذموم،بل هو ثلاثة أقسام.

القسم الأول:ما يصحبك في الآخرة

،و تبقى معك ثمرته بعد الموت،و هو شيئان، العلم،و العمل فقط.و أعنى بالعلم العلم باللّه،و صفاته،و أفعاله ،و ملائكته،و كتبه،و رسله ، و ملكوت أرضه و سمائه،و العلم بشريعة نبيه.و أعنى بالعمل،العبادة الخالصة لوجه اللّه تعالى.و قد يأنس العالم بالعلم،حتى يصير ذلك ألذ الأشياء عنده،فيهجر النوم،و المطعم.

و المنكح في لذته،لأنه أشهى عنده من جميع ذلك.فقد صار حظا عاجلا في الدنيا،و لكنا إذا ذكرنا الدنيا المذمومة،لم نعد هذا من الدنيا أصلا،بل قلنا إنه من الآخرة و كذلك العابد،قد يأنس بعبادته فيستلذها،بحيث لو منع عنها لكان ذلك أعظم

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 185
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست