responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 182

رأيتهم يطيبونه بالأفاويه و الطيب،ثم يرمون به حيث رأيتم.و قد قال اللّه عز و جل، فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسٰانُ إِلىٰ طَعٰامِهِ [1]قال ابن عباس،إلى رجيعه .و قال رجل لابن عمر،إنى أريد أن أسألك و أستحي.قال فلا تستحي و اسأل.قال إذا قضى أحدنا حاجته.فقام ينظر إلى ذلك منه.قال نعم،إن الملك يقول له انظر إلى ما بخلت به،انظر إلى ما ذا صار.و كان بشر بن كعب يقول،انطلقوا حتى أريكم الدنيا،فيذهب بهم إلى مزبلة،فيقول انظروا إلى ثمارهم،و دجاجهم،و عسلهم،و سمنهم

مثال آخر في نسبة الدنيا إلى الآخرة

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم[1]«ما الدّنيا في الآخرة إلاّ كمثل ما يجعل أحدكم إصبعه في اليمّ فلينظر أحدكم بم يرجع إليه » مثال آخر للدنيا و أهلها،في اشتغالهم بنعيم الدنيا،و غفلتهم عن الآخرة.و خسرانهم العظيم بسببها اعلم أن أهل الدنيا مثلهم في غفلتهم،مثل قوم ركبوا سفينة ،فانتهت بهم إلى جزيرة فأمرهم الملاح بالخروج إلى قضاء الحاجة،و حذرهم المقام،و خوفهم مرور السفينة و استعجالها فتفرقوا في نواحي الجزيرة،فقضى بعضهم حاجته و بادر إلى السفينة،فصادف المكان خاليا فأخذ أوسع الأماكن،و ألينها،و أوفقها لمراده.و بعضهم توقف في الجزيرة،ينظر إلى أنوارها ،و أزهارها العجيبة،و غياضها الملتفة،و نغمات طيورها الطيبة،و ألحانها الموزونة الغريبة،و صار يلحظ من بريتها أحجارها،و جواهرها،و معادنها المختلفة الألوان و الأشكال الحسنة المنظر،العجيبة النقوش،السالبة أعين الناظرين بحسن زبرجدها،و عجائب صورها ثم تنبه لخطر فوات السفينة،فرجع إليها،فلم يصادف إلا مكانا ضيقا حرجا،فاستقر فيه و بعضهم أكب على تلك الأصداف و الأحجار،و أعجبه حسنها،و لم تسمح نفسه بإهمالها،فاستصحب منها جملة،فلم يجد في السفينة إلا مكانا ضيقا.و زاده ما حمله من الحجارة


[1] عبس:24

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 182
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست