responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 152

و مرفوعا إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه قال«ثلاثة لا يخلو منهنّ المؤمن و له منهنّ مخرج» فمخرجه من الحسد أن لا يبغى.

و الأولى أن يحمل هذا على ما ذكرناه،من أن يكون فيه كراهة من جهة الدين و العقل، في مقابلة حب الطبع لزوال نعمة العدو.و تلك الكراهة تمنعه من البغي و الإيذاء،فإن جميع ما ورد من الأخبار في ذم الحسد،يدل ظاهره على أن كل حاسد آثم.ثم الحسد عبارة عن صفة القلب لا عن الأفعال فكل من يحب إساءة مسلم فهو حاسد.فإذا كونه آثما بمجرد حسد القلب من غير فعل هو في محل الاجتهاد.و إلا ظهر ما ذكرناه من حيث ظواهر الآيات و الأخبار،و من حيث المعنى.إذ يبعد أن يعفى عن العبد في إرادته إساءة مسلم،و اشتماله بالقلب على ذلك من غير كراهة.و قد عرفت من هذا أن لك في أعدائك ثلاثة أحوال أحدها:أن تحب مساءتهم بطبعك ،و تكره حبك لذلك،و ميل قلبك إليه بعقلك، و تمقت نفسك عليه،و تود لو كانت لك حيلة في إزالة ذلك الميل منك،و هذا معفو عنه قطعا،لأنه لا يدخل تحت الاختيار أكثر منه الثاني:أن تحب ذلك،و تظهر الفرح بمساءته،إما بلسانك أو بحوارحك،فهذا هو الحسد المحظور قطعا الثالث:و هو بين الطرفين،أن تحسد بالقلب،من غير مقت لنفسك على حسدك، و من غير إنكار منك على قلبك ،و لكن تحفظ جوارحك عن طاعة الحسد في مقتضاه، و هذا في محل الخلاف.و الظاهر أنه لا يخلو عن إثم،بقدر قوة ذلك الحب و ضعفه ، و اللّه تعالى أعلم.

و الحمد للّٰه رب العالمين،و حسبنا اللّه و نعم الوكيل

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 152
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست