responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 140

و قال تعالى أَ وَ عَجِبْتُمْ أَنْ جٰاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلىٰ رَجُلٍ مِنْكُمْ [1]الآية

السبب الخامس:الخوف من فوت المقاصد.

و ذلك يختص بمتزاحمين على مقصود واحد.فإن كل واحد يحسد صاحبه في كل نعمة تكون عونا له في الانفراد بمقصوده.

و من هذا الجنس تحاسد الضرات في التزاحم على مقاصد الزوجية،و تحاسد الأخوة في التزاحم على نيل المنزلة في قلب الأبوين،للتوصل به إلى مقاصد الكرامة و المال.و كذلك تحاسد التلميذين لأستاذ واحد على نيل المرتبة من قلب الأستاذ،و تحاسد ندماء الملك و خواصه في نيل المنزلة من قلبه،للتوصل به إلى المال و الجاه.و كذلك تحاسد الواعظين المتزاحمين على أهل بلدة واحدة،إذا كان غرضهما نيل المال بالقبول عندهم.و كذلك تحاسد العالمين المتزاحمين على طائفة من المتفقهة محصورين،إذ يطلب كل واحد منزلة في قلوبهم للتوصل بهم إلى أغراض له

السبب السادس:حب الرئاسة

،و طلب الجاه لنفسه،من غير توصل به إلى مقصود و ذلك كالرجل الذي يريد أن يكون عديم النظير في فن من الفنون،إذا غلب عليه حب الثناء ،و استفزه الفرح بما يمدح به من أنه واحد الدهر و فريد العصر في فنه،و أنه لا نظير له،فإنه لو سمع بنظير له في أقصى العالم لساءه ذلك،و أحب موته،أو زوال النعمة عنه، التي بها يشاركه في المنزلة،من شجاعة،أو علم،أو عبادة،أو صناعة،أو جمال،أو ثروة أو غير ذلك مما يتفرد هو به،و يفرح بسبب تفرده.و ليس السبب في هذا عداوة، و لا تعززا،و لا تكبرا على المحسود،و لا خوفا من فوات مقصود،سوى محض الرئاسة بدعوى الانفراد.و هذا وراء ما بين آحاد العلماء من طلب الجاه و المنزلة في قلوب الناس،للتوصل إلى مقاصد سوى الرئاسة.و قد كان علماء اليهود ينكرون معرفة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و لا يؤمنون به،خيفة من أن تبطل رياستهم و استتباعهم،مهما نسخ علمهم

السبب السابع:خبث النفس و شحها

بالخير لعباد اللّه تعالى.فإنك تجد من لا يشتغل برئاسة،و تكبر،و لا طلب مال،إذا وصف عنده حسن حال عبد من عباد اللّه تعالى،فيما


[1] الأعراف:63

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 140
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست