responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 124

و كتب ابن المقفع إلى صديق له،يسأله العفو عن بعض إخوانه ،فلان هارب من زلته إلى عفوك.

لائذ منك بك.و اعلم أنه لن يزداد الذنب عظما.إلا ازداد العفو فضلا.و أتى عبد الملك بن مروان بأسارى بن الأشعث،فقال لرجاء بن حيوة،ما ترى؟قال إن اللّه تعالى قد أعطاك ما تحب من الظفر،فأعط اللّه ما يحب من العفو.فعفا عنهم.و روى أن زياد أخذ رجلا من الخوارج،فأفلت منه،فأخذ أخا له،فقال له إن جئت بأخيك و إلاّ ضربت عنقك فقال أ رأيت إن جئتك بكتاب من أمير المؤمنين تخلى سبيلي؟قال نعم.قال فأنا آتيك بكتاب من العزيز الحكيم،و أقيم عليه شاهدين إبراهيم و موسى.ثم تلا أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمٰا فِي صُحُفِ مُوسىٰ، وَ إِبْرٰاهِيمَ الَّذِي وَفّٰى، أَلاّٰ تَزِرُ وٰازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرىٰ [1]فقال زياد، خلوا سبيله؟هذا رجل قد لقن حجته:و قيل مكتوب في الإنجيل،من استغفر لمن ظلمه فقد هزم الشيطان

فضيلة الرفق

اعلم أن الرفق محمود،و يضاده العنف و الحدة،و العنف نتيجة الغضب و الفظاظة ، و الرفق و اللين نتيجة حسن الخلق و السلامة.و قد يكون سبب الحدة الغضب،و قد يكون سببها شدة الحرص و استيلاءه،بحيث يدهش عن التفكر،و يمنع من التثبت.فالرفق في الأمور ثمرة لا يثمرها إلا حسن الخلق.و لا يحسن الخلق إلا بضبط قوة الغضب و قوة الشهوة،و حفظهما على حد الاعتدال.و لأجل هذا

أثنى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم
على الرفق

،و بالغ فيه.فقال[1]«يا عائشة إنّه من أعطى حظّه من الرّفق فقد أعطى حظّه من خير الدّنيا و الآخرة و من حرم حظّه من الرّفق فقد حرم حظّه من خير الدّنيا و الآخرة» و قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم[2]«إذا أحبّ اللّه أهل بيت أدخل عليهم الرّفق »


[1] النجم:36،37،38

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 124
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست