responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 8  صفحه : 78

و قالت فرقة:لا تسقط الوسوسة و لا أثرها أيضا

،و لكن تسقط غلبتها للقلب،فكأنه يوسوس من بعد و على ضعف.

و قالت فرقة:ينعدم عند الذكر في لحظة، و ينعدم الذكر في لحظة،و يتعاقبان في أزمنة متقاربة،يظن لتقاربها أنها متساوقة.و هي كالكرة التي عليها نقط متفرقة،فإنك إذا أدرتها بسرعة،رأيت النقط دوائر،بسرعة تواصلها بالحركة.و استدل هؤلاء بأن الخنس قد ورد،و نحن نشاهد الوسوسة مع الذكر،و لا وجه له إلا هذا

و قالت فرقة: الوسوسة و الذكر يتساوقان في الدوام على القلب

تساوقا لا ينقطع.و كما أن الإنسان قد يرى بعينيه شيئين في حالة واحدة،فكذلك القلب قد يكون مجرى لشيئين فقد قال صلى اللّه عليه و سلم[1]«ما من عبد إلاّ و له أربعة أعين عينان في رأسه يبصر بهما أمر دنياه و عينان في قلبه يبصر بهما أمر دينه»و إلى هذا ذهب المحاسبي.

و الصحيح عندنا أن كل هذه المذاهب صحيحة

،و لكن كلها قاصرة عن الإحاطة بأصناف الوسواس.و إنما نظر كل واحد منهم.إلى صنف واحد من الوسواس فأخبر عنه،

و الوسواس أصناف

الأول:أن يكون من جهة التلبيس بالحق.

فإن الشيطان قد يلبس بالحق فيقول للإنسان تترك التنعم باللذات، فإن العمر طويل،و الصبر عن الشهوات طول العمر ألمه عظيم.

فعند هذا إذا ذكر العبد عظيم حق اللّه تعالى،و عظيم ثوابه و عقابه،و قال لنفسه الصبر عن الشهوات شديد،و لكن الصبر على النار أشد منه،و لا بد من أحدهما.فإذا ذكر العبد وعد اللّه تعالى و وعيده،و جدد إيمانه و يقينه،خنس الشيطان و هرب.إذ لا يستطيع أن يقول له النار أيسر من الصبر على المعاصي.و لا يمكنه أن يقول المعصية لا تفضي إلى النار فإن إيمانه بكتاب اللّه عز و جل يدفعه عن ذلك،فينقطع وسواسه.و كذلك يوسوس إليه بالعجب بعمله،فيقول أي عبد يعرف اللّه كما تعرفه؟و يعبده كما تعبده؟فما أعظم مكانك عند اللّه تعالى!فيتذكر العبد حينئذ أن معرفته و قلبه و أعضاءه التي بها عمله و علمه،

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 8  صفحه : 78
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست