responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 8  صفحه : 45

و ما حكى من تفرس المشايخ،و إخبارهم عن اعتقادات الناس و ضمائرهم يخرج عن الحصر،بل ما حكي عنهم من مشاهدة الخضر عليه السلام و السؤال منه سماع صوت الهاتف و من فنون الكرامات خارج عن الحصر.و الحكاية لا تنفع الجاحد ما لم يشاهد ذلك من نفسه،و من أنكر الأصل أنكر التفصيل

و الدليل القاطع الذي لا يقدر أحد على جحده أمران:

أحدهما:عجائب الرؤيا الصادقة

، فإنه ينكشف بها الغيب.و إذا جاز ذلك في النوم فلا يستحيل أيضا في اليقظة.فلم يفارق النوم اليقظة إلا في ركود الحواس،و عدم اشتغالها بالمحسوسات،فكم من مستيقظ غائص لا يسمع و لا يبصر لاشتغاله بنفسه.

الثاني:إخبار رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن الغيب

و أمور في المستقبل،كما اشتمل عليه القرءان.و إذا جاز ذلك للنبي صلى اللّه عليه و سلم جاز لغيره إذ النبي عبارة عن شخص كوشف بحقائق الأمور،و شغل بإصلاح الخلق،فلا يستحيل أن يكون في الوجود شخص مكاشف بالحقائق،و لا يشتغل بإصلاح الخلق.و هذا لا يسمى نبيا،بل يسمى وليا، فمن آمن بالأنبياء،و صدق بالرؤيا الصحيحة،لزمه لا محالة أن يقر بأن القلب له بابان،باب إلى خارج و هو الحواس.و باب إلى الملكوت من داخل القلب،و هو باب الإلهام و النفث في الروع و الوحي فإذا أقر بهما جميعا لم يمكنه أن يحصر العلوم في التعلم و مباشرة الأسباب المألوفة،بل يجوز أن تكون المجاهدة سبيلا إليه.فهذا ما ينبه على حقيقة ما ذكرناه،من عجيب تردد القلب بين عالم الشهادة و عالم الملكوت.و أما السبب في انكشاف الأمر في المنام بالمثال المحوج إلى التعبير،و كذلك تمثل الملائكة للأنبياء و الأولياء بصور مختلفة،فذلك أيضا من أسرار عجائب القلب،و لا يليق ذلك إلا بعلم المكاشفة.فلنقتصر على ما ذكرناه فإنه كاف للاستحثاث على المجاهدة و طلب الكشف منها، فقد قال بعض المكاشفين،ظهر لي الملك،فسألنى أن أملى عليه شيئا من ذكرى الخفي عن مشاهدتى من التوحيد،و قال ما نكتب لك عملا،و نحن نحب أن نصعد لك بعمل تتقرب به إلى اللّه عز و جل،فقلت أ لستما تكتبان الفرائض؟قالا بلى قلت فيكفيكما ذلك.و هذه إشارة إلى أن الكرام الكاتبين لا يطلعون على أسرار القلب،و إنما يطلعون على الأعمال الظاهرة. و قال بعض العارفين،سألت بعض الأبدال عن مسألة

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 8  صفحه : 45
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست