نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد جلد : 6 صفحه : 87
و العزلة بهذا السبب جهل من وجوه:أحدها:أن التواضع و المخالطة لا تنقص من منصب من هو متكبر بعلمه أو دينه.إذ كان علي رضي اللّه عنه يحمل التمر و الملح في ثوبه و يده و يقول:
لا ينقص الكامل من كماله ما جر من نفع إلى عياله و كان أبو هريرة و حذيفة و أبي و ابن مسعود رضي اللّه عنهم،يحملون حزم الحطب جرب الدقيق على أكتافهم.و كان أبو هريرة رضي اللّه عنه يقول و هو و إلى المدينة الحطب على رأسه،طرّقوا لأميركم.و كان سيد المرسلين صلّى اللّه عليه و سلم[1]يشترى لشيء،فيحمله إلى بيته بنفسه،فيقول له صاحبه أعطني أحمله،فيقول«صاحب الشّيء حقّ بحمله»و كان الحسن بن على رضي اللّه عنهما يمر بالسؤال، و بين أيديهم كسر،فيقولون علم إلى الغذاء يا ابن رسول اللّه،فكان ينزل و يجلس على الطريق، و يأكل معهم و يركب و يقول:إن اللّه لا يحب المستكبرين.
الوجه الثاني:أن الذي شغل نفسه بطلب رضا الناس عنه،و تحسين اعتقادهم فيه مغرور لأنه لو عرف اللّه حق المعرفة،علم أن الخلق لا يغنون عنه من اللّه شيئا،و أن ضرره و نفعه بيد اللّه،و لا نافع و لا ضار سواه. و أن من طلب رضا الناس و محبتهم بسخط اللّه،سخط اللّه عليه،و أسخط عليه الناس.بل رضا الناس غاية لا تنال،فرضا اللّه أولى بالطلب.و لذلك قال الشافعي ليونس بن عبد الأعلى: و اللّه ما أقول لك إلا نصحا،إنه ليس إلى السلامة من الناس من سبيل،فانظر ما ذا يصلحك فافعله.و لذلك قيل:
من راقب الناس مات غما و فاز باللذة الجسور و نظر سهل إلى رجل من أصحابه فقال له:اعمل كذا و كذا،لشيء أمره به.فقال يا أستاذ،لا أقدر عليه لأجل الناس.فالتفت إلى أصحابه و قال:لا ينال عبد حقيقة من هذا الأمر حتى يكون بأحد وصفين:عبد تسقط الناس من عينه،فلا يرى في الدنيا إلا خالقه
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد جلد : 6 صفحه : 87