responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 6  صفحه : 79

و هذه الفوائد ما سوى الأوليين،متعلقة بالمقاصد الدنيوية الحاضرة.و لكنها أيضا تتعلق بالدين.فإن الإنسان مهما تأذى برؤية ثقيل،لم يأمن أن يغتابه، و أن يستنكر ما هو صنع اللّه.فإذا تأذى من غيره بغيبة أو سوء ظن،أو محاسدة أو نميمة أو غير ذلك،لم يصبر عن مكافأته.و كل ذلك يجر إلى فساد الدين.و في العزلة سلامة عن جميع ذلك فليفهم.

آفات العزلة

اعلم أن من المقاصد الدينية و الدنيوية ما يستفاد بالاستعانة بالغير،و لا يحصل ذلك إلا بالمخالطة.فكل ما يستفاد من المخالطة يفوت بالعزلة،و فواته من آفات العزلة.فانظر إلى فوائد المخالطة،و الدواعي إليها ما هي،و هي التعليم و التعلم،و النفع و الانتفاع،و التأديب و التأدب و الاستئناس و الإيناس،و نيل الثواب و إنالته في القيام بالحقوق،و اعتياد التواضع و استفادة التجارب من مشاهدة الأحوال و الاعتبار بها.فلنفصل ذلك،فإنها

من فوائد المخالطة و هي سبع

الفائدة الأولى
التعليم و التعلم.

و قد ذكرنا فضلهما في كتاب العلم.و هما أعظم العبادات في الدنيا،و لا يتصور ذلك إلا بالمخالطة.إلا أن العلوم كثيرة،و عن بعضها مندوحة، و بعضها ضروري في الدنيا.فالمحتاج إلى التعلم لما هو فرض عليه عاص بالعزلة.و إن تعلم الفرض،و كان لا يتأتى منه الخوض في العلوم،و رأى الاشتغال بالعبادة فليعتزل.و إن كان يقدر على التبرز في علوم الشرع و العقل،فالعزلة في حقه قبل التعلم غاية الخسران.و لهذا قال النخعي و غيره.

تفقه ثم اعتزل.و من اعتزل قبل التعلم فهو في الأكثر مضيع أوقاته بنوم أو فكر في هوس و غايته أن يستغرق الأوقات بأوراد يستوعبها،و لا ينفك في أعماله بالبدن و القلب عن أنواع من الغرور يخيب سعيه،و يبطل عمله بحيث لا يدرى.و لا ينفك اعتقاده في اللّه و صفاته عن أوهام يتوهمها،و يأنس بها،و عن خواطر فاسدة تعتريه فيها،فيكون في أكثر أحواله ضحكة للشيطان،و هو يرى نفسه من العبّاد، فالعلم هو أصل الدين،فلا خير في عزلة العوام و الجهال،اعنى من لا يحسن العبادة في الخلوة،و لا يعرف جميع ما يلزمه فيها

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 6  صفحه : 79
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست