responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 6  صفحه : 68

فمن أمكنه أن يحترز هذا الاحتراز،فليخالط الناس.و إلا فليرض بإثبات اسمه في جريدة المنافقين،فقد كان السلف يتلاقون و يحترزون في قولهم كيف أصبحت؟و كيف أمسيت؟و كيف أنت؟و كيف حالك؟و في الجواب عنه،فكان سؤالهم عن أحوال الدين لا عن أحوال الدنيا: قال حاتم الأصم،لحامد اللفاف: كيف أنت في نفسك؟قال سالم معافى.فكره حاتم جوابه،و قال يا حامد،السلامة من وراء الصراط و العافية في الجنة و كان إذا قيل لعيسى صلّى اللّه عليه و سلم كيف أصبحت؟قال أصبحت لا أملك تقديم ما أرجو،و لا أستطيع دفع ما أحاذر.و أصبحت مرتهنا بعملي،و الخير كله في يد غيري و لا فقير أفقر منى.و كان الربيع بن خثيم إذا قيل له كيف أصبحت؟قال أصبحت من ضعفاء مذنبين،نستوفى أرزاقنا،و ننتظر آجالنا.و كان أبو الدرداء إذا قيل له كيف أصبحت؟ قال أصبحت بخير إن نجوت من النار.و كان سفيان الثوري إذا قيل له كيف أصبحت؟يقول أصبحت أشكر ذا إلى ذا،و أذم ذا إلى ذا،و أفر من ذا إلى ذا.و قيل لأويس القرني كيف أصبحت؟قال كيف يصبح رجل إذا أمسى لا يدرى أنه يصبح؟و إذا أصبح لا يدرى أنه يمسي؟و قيل لمالك بن دينار كيف أصبحت؟قال أصبحت في عمر ينقص،و ذنوب تزيد و قيل لبعض الحكماء كيف أصبحت؟قال أصبحت لا أرضى حياتي لمماتى،و لا نفسي لربي و قيل لحكيم كيف أصبحت؟قال أصبحت آكل رزق ربي،و أطيع عدوه ابليس.و قيل لمحمد بن واسع كيف أصبحت؟قال ما ظنك برجل يرتحل كل يوم إلى الآخرة مرحلة؟ و قيل لحامد اللفاف كيف أصبحت؟قال أصبحت أشتهى عافية يوم إلى الليل.فقيل له أ لست في عافية في كل الأيام؟فقال العافية يوم لا أعصى اللّه تعالى فيه و قيل لرجل و هو يجود بنفسه ما حالك؟فقال و ما حال من يريد سفرا بعيدا بلا زاد؟ و يدخل قبرا موحشا بلا مؤنس،و ينطلق إلى ملك عدل بلا حجة،و قيل لحسان بن أبي سنان ما حالك قال ما حال من يموت ثم يبعث ثم يحاسب، و قال ابن سيرين لرجل كيف حالك فقال و ما حال من عليه خمسمائة درهم دينا و هو معيل؟فدخل ابن سيرين منزله،فأخرج له ألف درهم فدفعها اليه،و قال خمسمائة اقض بها دينك،و خمسمائة عد بها على نفسك و عيالك.و لم يكن عنده غيرها

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 6  صفحه : 68
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست