responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 6  صفحه : 37

و لا تطمع فيما في أيديهم،فتستعجل الذل،و لا تنال الغرض.و لا تعل عليهم تكبرا لاستغنائك عنهم،فإن اللّه يلجئك إليهم،عقوبة على التكبر بإظهار الاستغناء.و إذا سألت أخا منهم حاجة فقضاها،فهو أخ مستفاد.و إن لم يقض فلا تعاتبه،فيصير عدوا تطول عليك مقاساته.و لا تشتغل بوعظ من لا ترى فيه مخايل القبول،فلا يسمع منك و يعاديك و ليكن وعظك عرضا و استرسالا،من غير تنصيص على الشخص. و مهما رأيت منهم كرامة و خيرا فاشكر اللّه الذي سخرهم لك،و استعذ باللّه أن يكلك إليهم.و إذا بلغك عنهم غيبة أو رأيت منهم شرا،أو أصابك منهم ما يسوءك،فكل أمرهم إلى اللّه،و استعذ باللّه من شرهم،و لا تشغل نفسك بالمكافأة،فيزيد الضرر،و يضيع العمر بشغله.و لا تقل لهم لم تعرفوا موضعى،و اعتقد أنك لو استحققت ذلك لجعل اللّه لك موضعا في قلوبهم، فاللّه المحبب و المبغض إلى القلوب،و كن فيهم سميعا لحقهم،أصم عن باطلهم،نطوقا بحقهم،صموتا عن باطلهم و احذر صحبة أكثر الناس،فإنهم لا يقيلون عثرة،و لا يغفرون زلة،و لا يسترون عورة،و يحاسبون على النقير و القطمير،و يحسدون على القليل و الكثير،ينتصفون و لا ينصفون،و يؤاخذون على الخطأ و النسيان و لا يعفون،يغرون الإخوان على الإخوان بالنميمة و البهتان،فصحبة أكثرهم خسران،و قطيعتهم رجحان. إن رضوا فظاهرهم الملق،و إن سخطوا فباطنهم الحنق،لا يؤمنون في حنقهم،و لا يرجون في ملقهم.ظاهرهم ثياب،و باطنهم ذئاب.يقطعون بالظنون،و يتغامزون وراءك بالعيون،و يتربصون بصديقهم من الحسد ريب المنون.يحصون عليك العثرات في صحبتهم،ليواجهوك بها في غضبهم و وحشتهم.و لا تعول على مودة من لم تخبره حق الخبرة،بأن تصحبه مدة في دار أو موضع واحد،فتجربه في عزله و ولايته،و غناه و فقره،أو تسافر معه،أو تعامله في الدنيا و الدرهم،أو تقع في شدة فتحتاج إليه،فإن رضيته في هذه الأحوال،فاتخذه أبا لك إن كان كبيرا، أو ابنا لك إن كان صغيرا،أو أخاك إن كان مثلك.فهذه جملة آداب المعاشرة مع أصناف الخلق

حقوق الجوار

اعلم أن الجوار يقتضي حقا وراء ما تقتضيه أخوة الإسلام،فيستحق الجار المسلم

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 6  صفحه : 37
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست