responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 6  صفحه : 184

من الصفات،لا سبيل إلى اكتسابه إلا بالتكلف و التصنع أولا،ثم يصير بالعادة طبعا و هو المراد بقول بعضهم.العادة طبيعة خامسة، فكذلك الأحوال الشريفة لا ينبغي أن يقع اليأس منها عند فقدها،بل ينبغي أن يتكلف اجتلابها بالسماع و غيره،فلقد شوهد في العادات من اشتهى أن يعشق شخصا و لم يكن يعشقه،فلم يزل يردد ذكره على نفسه و يديم النظر إليه،و يقرر على نفسه الأوصاف المحبوبة،و الأخلاق المحمودة فيه حتى عشقه و رسخ ذلك في قلبه رسوخا خرج عن حد اختياره فاشتهى بعد ذلك الخلاص منه فلم يتخلص،فكذلك حب اللّه تعالى و الشوق إلى لقائه،و الخوف من سخطه،و غير ذلك من الأحوال الشريفة،إذا فقدها الإنسان فينبغي أن يتكلف اجتلابها بمجالسة الموصوفين بها و مشاهدة أحوالهم،و تحسين صفاتهم في النفس،و بالجلوس معهم في السماع،و بالدعاء و التضرع إلى اللّه تعالى،في أن يرزقه تلك الحالة بأن ييسر له أسبابها، و من أسبابها السماع،و مجالسة الصالحين،و الخائفين،و المحسنين،و المشتاقين،و الخاشعين، فمن جالس شخصا سرت إليه صفاته من حيث لا يدرى،و يدل على إمكان تحصيل الحب و غيره من الأحوال بالأسباب،قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم[1]في دعائه«اللّهمّ ارزقني حبّك و حبّ من أحبّك و حبّ من يقرّ بني إلى حبّك»فقد فزع عليه السلام إلى الدعاء في طلب الحب فهذا بيان انقسام الوجد إلى مكاشفات،و إلى أحوال،و انقسامه إلى ما يمكن الإفصاح عنه،و إلى ما لا يمكن،و انقسامه إلى المتكلف،و إلى المطبوع فإن قلت:فما بال هؤلاء لا يظهر وجدهم عند سماع القرءان،و هو كلام اللّه،و يظهر عند الغناء،و هو كلام الشعراء،فلو كان ذلك حقا من لطف اللّه تعالى،و لم يكن باطلا من غرور الشيطان،لكان القرءان أولى به من الغناء فنقول: الوجد الحق هو ما ينشأ من فرط حب اللّه تعالى:و صدق إرادته،و الشوق إلى لقائه و ذلك يهيج بسماع القرءان أيضا و إنما الذي لا يهيج بسماع القرءان حب الخلق و عشق المخلوق

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 6  صفحه : 184
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست