responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 6  صفحه : 170

بالسر و كشف الغطاء،و له في مقصده طريق هو سالكه،و معاملات هو مثابر عليها و حالات تستقبله في معاملاته،فإذا سمع ذكر عتاب أو خطاب،أو قبول أو رد أو وصل أو هجر،أو قرب أو بعد،أو تلهف على فائت أو تعطش إلى منتظر،أو شوق إلى وارد أو طمع أو يأس،أو وحشة أو استئناس،و وفاء بالوعد،أو نقض للعهد،أو خوف فراق،أو فرح بوصال،أو ذكر ملاحظة الحبيب،و مدافعة الرقيب،أو همول العبرات أو ترادف الحسرات،أو طول الفراق،أو عدة الوصال،أو غير ذلك مما يشتمل على وصفه الأشعار،فلا بد أن يوافق بعضها حال المريد في طلبه،فيجري ذلك مجرى القدح الذي يورى زناد قلبه، فتشتعل به نيرانه،و يقوى به انبعاث الشوق و هيجانه،و يهجم عليه بسببه أحوال مخالفة لعادته،و يكون له مجال رحب في تنزيل الألفاظ على أحواله،و ليس على المستمع مراعاة مراد الشاعر من كلامه،بل لكل كلام وجوه،و لكل ذي فهم في اقتباس المعنى منه حظوظ،و لنضرب لهذه التنزيلات و الفهوم أمثلة كي لا يظن الجاهل أن المستمع لأبيات فيها ذكر الفم و الخد و الصدغ إنما يفهم منها ظواهرها،و لا حاجة بنا إلى ذكر كيفية فهم المعاني من الأبيات،ففي حكايات أهل السماع ما يكشف عن ذلك فقد حكى أن بعضهم سمع قائلا يقول:


قال الرسول غدا تزور فقلت تعقل ما تقول
فاستفزه اللحن و القول،و تواجد و جعل يكرر ذلك و يجعل مكان التاء نونا،فيقول قال الرسول غدا نزور،حتى غشي عليه من شدة الفرح و اللذة و السرور،فلما أفاق سئل عن وجده ممّ كان،فقال ذكرت قول الرسول صلّى اللّه عليه و سلم[1]إن أهل الجنة يزورون ربهم في كل يوم جمعة مرة و حكى الرقي عن ابن الدراج أنه قال كنت أنا و ابن الفوطي مارين على دجلة بين البصرة و الأبلة،فإذا بقصر حسن له منظرة،و عليه رجل بين يديه جارية تغني و تقول
كل يوم تتلون غير هذا بك أحسن

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 6  صفحه : 170
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست