responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 6  صفحه : 17

و قال صلّى اللّه عليه و سلم[1]«يا معشر من آمن بلسانه و لم يدخل الإيمان في قلبه لا تغتابوا المسلمين و لا تتّبعوا عوراتهم فإنّه من يتّبع عورة أخيه المسلم يتّبع اللّه عورته و من يتّبع اللّه عورته يفضحه و لو كان في جوف بيته» و قال أبو بكر الصديق رضي اللّه عنه:لو رأيت أحدا على حد من حدود اللّه تعالى ما آخذته و لا دعوت له أحدا حتى يكون مع غيري. و قال بعضهم:كنت قاعدا مع عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه،إذ جاءه رجل بآخر،فقال:هذا نشوان. فقال عبد اللّه بن مسعود:استنكهوه فاستنكهوه فوجده نشوانا،فحبسه حتى ذهب سكره،ثم دعا بسوط فكسر ثمره،ثم قال للجلاد اجلد و ارفع يدك،و أعط كل عضو حقه.فجلده و عليه قباء أو مرط.فلما فرغ قال للذي جاء به،ما أنت منه؟قال عمه.قال عبد اللّه،ما أدبت فأحسنت الأدب،و لاسترت الحرمة إنه ينبغي للإمام إذا انتهى إليه حد أن يقيمه،و إن اللّه عفو يحب العفو. ثم قرأ وَ لْيَعْفُوا وَ لْيَصْفَحُوا [1]ثم قال.إنى لأذكر أول رجل قطعه النبي صلّى اللّه عليه و سلم[2]أتى بسارق فقطعه،فكأنما أسف وجهه،فقالوا يا رسول اللّه كأنك كرهت قطعه!فقال«و ما يمنعني؟ لا تكونوا عونا للشّياطين على أخيكم»فقالوا ألا عفوت عنه؟فقال«إنّه ينبغي للسّلطان إذا انتهى إليه حدّ أن يقيمه إنّ اللّه عفوّ يحبّ العفو»و قرأ وَ لْيَعْفُوا وَ لْيَصْفَحُوا أَ لاٰ تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللّٰهُ لَكُمْ وَ اللّٰهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ [2]و في رواية،فكأنما سفى في وجه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم رماد لشدة تغيره و روي أن عمر رضي اللّه عنه كان يعس بالمدينة من الليل،فسمع صوت رجل في بيت يتغنى.فتسور عليه، فوجد عنده امرأة و عنده خمر.فقال يا عدو اللّه،أ ظننت أن اللّه يسترك و أنت على معصيته؟فقال و أنت يا أمير المؤمنين فلا تعجل،فإن كنت قد عصيت اللّه واحدة


[1] النور:22

[2] النور:22

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 6  صفحه : 17
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست