responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 6  صفحه : 168

و نحن نرى أن الأولى تركه في أكثر الأحوال،بل أكثر مباحات الدنيا الأولى تركها إذا علم أن ذلك يؤثر في القلب،فقد خلع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم[1]بعد الفراغ من الصلاة ثوب أبي جهم،إذ كانت عليه أعلام شغلت قلبه،أ فترى أن ذلك يدل على تحريم الأعلام على الثوب، فلعله صلّى اللّه عليه و سلم كان في حالة كان صوت زمارة الراعي يشغله على تلك الحالة،كما شغله العلم عن الصلاة،بل الحاجة إلى استثارة الأحوال الشريفة من القلب بحيلة السماع قصور بالإضافة إلى من هو دائم الشهود للحق،و إن كان كمالا بالإضافة إلى غيره،و لذلك قال الحصرى ما ذا أعمل بسماع ينقطع إذا مات من يسمع منه إشارة إلى أن السماع من اللّه تعالى هو الدائم.فالأنبياء عليهم السلام على الدوام في لذة السمع و الشهود، فلا يحتاجون إلى التحريك بالحيلة، و أما قول الفضيل هو رقية الزنا و كذلك ما عداه من الأقاويل القريبة منه فهو منزل على سماع الفساق و المغتلمين من الشبان و لو كان ذلك عاما لما سمع من الجاريتين في بيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم

و أما القياس:

فغاية ما يذكر فيه أن يقاس على الأوتار،و قد سبق الفرق،أو يقال هو لهو و لعب و هو كذلك، و لكن الدنيا كلها لهو و لعب، قال عمر رضي اللّه عنه لزوجته:إنما أنت لعبة في زاوية البيت،و جميع الملاعبة مع النساء لهو إلا الحراثة التي هي سبب وجود الولد،و كذلك المزح الذي لا فحش فيه حلال،نقل ذلك عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم[2] و عن الصحابة،كما سيأتي تفصيله في كتاب آفات اللسان إن شاء اللّه،و أي لهو يزيد على لهو الحبشة و الزنوج في لعبهم،و قد ثبت بالنص إباحته؟ على أنى أقول:اللهو مروح للقلب،و مخفف عنه أعباء الفكر،و القلوب إذا أكرهت عميت،و ترويحها إعانة لها على الجد،فالمواظب على التفقه مثلا،ينبغي أن يتعطل يوم الجمعة،لأن عطلة يوم تبعث على النشاط في سائر الأيام،و المواظب على نوافل الصلوات في سائر الأوقات،ينبغي أن يتعطل في بعض الأوقات و لأجله كرهت الصلاة في بعض الأوقات،فالعطلة معونة على العمل و اللهو معين على الجد،و لا يصبر على الجد المحض،و الحق المر الا نفوس الأنبياء عليهم السلام.

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 6  صفحه : 168
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست