responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 6  صفحه : 160

العارض الثاني:في الآلة

بأن تكون من شعار أهل الشرب، أو المخنثين،و هي المزامير و الأوتار و طبل الكوبة،فهذه ثلاثة أنواع ممنوعة و ما عدا ذلك يبقى على أصل الإباحة كالدف، و إن كان فيه الجلاجل، و كالطبل و الشاهين و الضرب بالقضيب و سائر الآلات

العارض الثالث:في نظم الصوت

و هو الشعر،فإن كان فيه شيء من الخنا و الفحش و الهجو أو ما هو كذب على اللّه تعالى و على رسوله صلّى اللّه عليه و سلم،أو على الصحابة رضي اللّه عنهم كما رتبه الروافض في هجاء الصحابة و غيرهم،فسماع ذلك حرام،بألحان و غير ألحان و المستمع شريك للقائل، و كذلك ما فيه وصف امرأة بعينها،فإنه لا يجوز وصف المرأة بين يدي الرجال، و أما هجاء الكفار و أهل البدع فذلك جائز، فقد كان حسان بن ثابت رضي اللّه عنه ينافح عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و يهاجى الكفار و أمره صلّى اللّه عليه و سلم[1] بذلك،فأما النسيب:و هو التشبيب بوصف الخدود و الأصداغ و حسن القد و القامة و سائر أوصاف النساء،فهذا فيه نظر،و الصحيح أنه لا يحرم نظمه و إنشاده بلحن و غير لحن و على المستمع أن لا ينزله على امرأة معينة،فإن نزله فلينزله على من يحل له من زوجته و جاريته فإن نزله على أجنبية فهو العاصي بالتنزيل،و إجالة الفكر فيه، و من هذا وصفه فينبغي أن يجتنب السماع رأسا فإن من غلب عليه عشق نزل كل ما يسمعه عليه سواء كان اللفظ مناسبا له أو لم يكن إذ ما من لفظ إلا و يمكن تنزيله على معان بطريق الاستعارة،فالذي يغلب على قلبه حب اللّه تعالى يتذكر بسوار الصدغ مثلا ظلمة الكفر،و بنضارة الخد نور الإيمان و بذكر الوصال لقاء اللّه تعالى،و بذكر الفراق الحجاب عن اللّه تعالى في زمرة المردودين و بذكر الرقيب المشوش لروح الوصال عوائق الدنيا و آفاتها المشوشة لدوام الأنس باللّه تعالى،و لا يحتاج في تنزيل ذلك عليه إلى استنباط و تفكر و مهلة،بل تسبق المعاني الغالبة على القلب إلى فهمه مع اللفظ،كما روى عن بعض الشيوخ أنه مر في السوق فسمع واحدا يقول:الخيار عشرة بحبة،فغلبه الوجد.فسئل عن ذلك،فقال:إذا كان الخيار عشرة بحبة فما قيمة الأشرار و اجتاز بعضهم في السوق فسمع قائلا يقول:يا سعتر برى،فغلبه الوجد

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 6  صفحه : 160
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست