responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 6  صفحه : 158

مجازا محضا لا حقيقة،نعم الناقص القريب في نقصانه من البهيمة،قد لا يدرك من لفظة العشق إلا طلب الوصال،الذي هو عبارة عن تماس ظواهر الأجسام،و قضاء شهوة الوقاع فمثل هذا الحمار ينبغي أن لا يستعمل معه لفظة العشق،و الشوق،و الوصال،و الأنس،بل يجنب هذه الألفاظ و المعاني،كما تجنب البهيمة النرجس و الريحان،و تخصص بالقت و الحشيش و أوراق القضبان،فإن الألفاظ إنما يجوز إطلاقها في حق اللّه تعالى،إذا لم تكن موهمة معنى يجب تقديس اللّه تعالى عنه،و الأوهام تختلف باختلاف الأفهام فليتنبه لهذه الدقيقة في أمثال هذه الألفاظ،بل لا يبعد أن ينشأ من مجرد السماع لصفات اللّه تعالى وجد غالب ينقطع بسببه نياط القلب،فقد روى أبو هريرة رضي اللّه عنه عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم[1]أنه ذكر غلاما كان في بني إسرائيل على جبل،فقال لأمه.من خلق السماء؟قالت اللّه عز و جل،قال:فمن خلق الغيم؟قالت اللّه عز و جل،قال:فمن خلق الجبال؟قالت اللّه عز و جل،قال:فمن خلق الغيم؟قالت اللّه عز و جل،قال:إنى لأسمع للّٰه شأنا ثم رمى بنفسه من الجبل فتقطع،و هذا كأنه سمع ما دل على جلال اللّه تعالى و تمام قدرته فطرب لذلك و وجد،فرمى بنفسه من الوجد.و ما أنزلت الكتب إلا ليطربوا بذكر اللّه تعالى.قال بعضهم رأيت مكتوبا في الإنجيل غنينا لكم فلم تطربوا،و زمرنا لكم فلم ترقصوا،أي شوقنا كم بذكر اللّه تعالى فلم تشتاقوا،فهذا ما أردنا أن نذكره من أقسام السماع،و بواعثه،و مقتضياته،و قد ظهر على القطع إباحته في بعض المواضع،و الندب إليه في بعض المواضع.

فإن قلت:فهل له حالة يحرم فيها

فأقول:إنه يحرم بخمسة عوارض

عارض في المسمع،و عارض في آلة الإسماع،و عارض في نظم الصوت،و عارض في نفس المستمع أو في مواظبته،و عارض في كون الشخص من عوام الخلق،لأن أركان السماع هي المسمع،و المستمع،و آلة الإسماع

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 6  صفحه : 158
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست