responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 6  صفحه : 142

صوت غفل لا معنى له فلم لا يجوز سماع صوت يفهم منه الحكمة،و المعاني الصحيحة،و إن من الشعر لحكمة، فهذا نظر في الصوت من حيث إنه طيب حسن

الدرجة الثانية:النظر في الصوت الطيب الموزون

،فإن الوزن وراء الحسن،فكم من صوت حسن خارج عن الوزن،و كم من صوت موزون غير مستطاب،و الأصوات الموزونة باعتبار مخارجها ثلاثة،فإنها إما أن تخرج من جماد كصوت المزامير و الأوتار و ضرب القضيب و الطبل و غيره،و إما أن تخرج من حنجرة حيوان و ذلك الحيوان إما إنسان أو غيره كصوت العنادل و القماري و ذات السجع من الطيور،فهي مع طيبها موزونة متناسبة المطالع و المقاطع،فلذلك يستلذ سماعها،و الأصل في الأصوات حناجر الحيوانات،و إنما وضعت المزامير على أصوات الحناجر،و هو تشبيه للصنعة بالخلقة،و ما من شيء توصل أهل الصناعات بصناعتهم إلى تصويره إلا و له مثال في الخلقة التي استأثر اللّه تعالى باختراعها،فمنه تعلم الصناع و به قصدوا الاقتداء،و شرح ذلك يطول،فسماع هذه الأصوات يستحيل أن يحرم لكونها طيبة أو موزونة فلا ذاهب إلى تحريم صوت العندليب و سائر الطيور،و لا فرق بين حنجرة و حنجرة،و لا بين جماد و حيوان،فينبغي أن يقاس على صوت العندليب الأصوات الخارجة من سائر الأجسام باختيار الآدمي،كالذي يخرج من حلقه أو من القضيب و الطبل و الدف و غيره،و لا يستثنى من هذه[1]إلا الملاهي و الأوتار و المزامير التي ورد الشرع بالمنع منها، لا للذتها،إذ لو كان للذة لقيس عليها كل ما يلتذ به الإنسان،و لكن حرمت الخمور و اقتضت ضراوة الناس بها المبالغة في الفطام عنها حتى انتهى الأمر في الابتداء

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 6  صفحه : 142
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست