responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 6  صفحه : 117

السفر غربة،و الغربة ذلة،و ليس للمؤمن أن يذل نفسه،و أشار به إلى أن من ليس له في السفر زيادة دين فقد أذل نفسه،و إلا فعز الدين لا ينال إلا بذلة الغربة،فليكن سفر المريد من وطن هواه و مراده و طبعه،حتى يعز في هذه الغربة و لا يذل،فإن من اتبع هواه في سفره ذل لا محالة إما عاجلا و إما آجلا

الباب الثاني
فيما لا بد للمسافر من تعلمه من رخص السفر و أدلة القبلة و الأوقات

اعلم أن المسافر يحتاج في أول سفره إلى أن يتزود لدنياه و لآخرته،أما زاد الدنيا فالطعام و الشراب،و ما يحتاج إليه من نفقة،فإن خرج متوكلا من غير زاد فلا بأس به إذا كان سفره في قافلة،أو بين قرى متصلة،و إن ركب البادية وحده أو مع قوم لا طعام معهم و لا شراب،فإن كان ممن يصبر على الجوع أسبوعا أو عشرا مثلا أو يقدر على أن يكتفي بالحشيش فله ذلك،و إن لم يكن له قوة الصبر على الجوع و لا القدرة على الاجتزاء بالحشيش فخروجه من غير زاد معصية،فإنه ألقى نفسه بيده إلى التهلكة،و لهذا سر سيأتي في كتاب التوكل،و ليس معنى التوكل التباعد عن الأسباب بالكلية،و لو كان كذلك لبطل التوكل بطلب الدلو،و الحبل،و نزع الماء من البئر،و لوجب أن يصبر حتى يسخر اللّه له ملكا أو شخصا آخر حتى يصب الماء في فيه،فإن كان حفظ الدلو و الحبل لا يقدح في التوكل و هو آلة الوصول إلى المشروب فحمل عين المطعوم و المشروب حيث لا ينتظر له وجود أولى بأن لا يقدح فيه،و ستأتي حقيقة التوكل في موضعها،فإنه يلتبس إلا على المحققين من علماء الدين و أما زاد الآخرة فهو العلم الذي يحتاج إليه في طهارته و صومه و صلاته و عباداته،فلا بد و أن يتزود منه إذ السفر تارة يخفف عنه أمورا فيحتاج إلى معرفة القدر الذي يخففه السفر كالقصر،و الجمع،و الفطر،و تارة يشدد عليه أمورا كان مستغنيا عنها في الحضر،كالعلم بالقبلة،و أوقات الصلوات،فإنه في البلد يكتفى بغيره من محاريب المساجد،و أذان المؤذنين و في السفر قد يحتاج إلى أن يتعرف بنفسه فإذن ما يفتقر إلى تعلمه ينقسم إلى قسمين:

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 6  صفحه : 117
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست