responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 6  صفحه : 108

[1]و كانوا يفعلون ذلك،و يقولون:هذا أميرنا أمره رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و ليؤمروا أحسنهم أخلاقا،و أرفقهم بالأصحاب،و أسرعهم إلى الإيثار،و طلب الموافقة و إنما يحتاج إلى الأمير لأن الآراء تختلف في تعيين المنازل،و الطرق،و مصالح السفر و لا نظام إلا في الوحدة و لا فساد إلا في الكثرة، و إنما انتظم أمر العالم لأن مدبر الكل واحد و لَوْ كٰانَ فِيهِمٰا آلِهَةٌ إِلاَّ اللّٰهُ لَفَسَدَتٰا [1]و مهما كان المدبر واحدا انتظم أمر التدبير و إذا كثر المدبرون فسدت الأمور في الحضر و السفر،إلا أن مواطن الإقامة لا تخلو عن أمير عام كأمير البلد،و أمير خاص كرب الدار،و أما السفر:فلا يتعين له أمير إلا بالتأمير فلهذا وجب التأمير ليجتمع شتات الآراء،ثم على الأمير أن لا ينظر إلا لمصلحة القوم،و أن يجعل نفسه وقاية لهم،كما نقل عن عبد اللّه المروزي أنه صحبه أبو على الرباطي،فقال على أن تكون أنت الأمير أو أنا،فقال بل أنت،فلم يزل يحمل الزاد لنفسه و لأبي علي على ظهره فأمطرت السماء ذات ليلة،فقام عبد اللّه طول الليل على رأس رفيقه،و في يده كساء يمنع عنه المطر،فكلما قال له عبد اللّه لا تفعل،يقول أ لم تقل إن الإمارة مسلمة لي فلا تتحكم علي و لا ترجع عن قولك حتى قال أبو على:وددت أنى مت و لم أقل له أنت الأمير،فهكذا ينبغي أن يكون الأمير،و قد قال صلّى اللّه عليه و سلم[2]«خير الأصحاب أربعة» و تخصيص الأربعة من بين سائر الأعداد لا بد أن يكون له فائدة،و الذي ينقدح فيه أن المسافر لا يخلو عن رجل يحتاج إلى حفظه،و عن حاجة يحتاج إلى التردد فيها،و لو كانوا ثلاثة لكان المتردد في الحاجة واحدا،فيتردد في السفر بلا رفيق،فلا يخلو عن خطر و عن ضيق قلب،لفقد أنس الرفيق،و لو تردد في الحاجة اثنان لكان الحافظ للرجل واحدا


[1] الأنبياء:22

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 6  صفحه : 108
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست