responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 6  صفحه : 103

فهذه الأحاديث تدل على أن الفرار من الطاعون منهي عنه،و كذلك القدوم عليه و سيأتي شرح ذلك في كتاب التوكل فهذه أقسام الأسفار،و قد خرج منه أن السفر ينقسم إلى مذموم،و إلى محمود و إلى مباح،و المذموم ينقسم إلى حرام كإباق العبد،و سفر العاق،و إلى مكروه كالخروج من بلد الطاعون،و المحمود ينقسم إلى واجب كالحج و طلب العلم الذي هو فريضة على كل مسلم، و إلى مندوب إليه كزيارة العلماء و زيارة مشاهدهم

و من هذه الأسباب تتبين النية في السفر

فإن معنى النية و الانبعاث للسبب الباعث و الانتهاض لإجابة الداعية،و لتكن نيته الآخرة في جميع أسفاره و ذلك ظاهر في الواجب و المندوب،و محال في المكروه،و المحظور،و أما المباح فمرجعه إلى النية فمهما كان قصده بطلب المال مثلا التعفف عن السؤال،و رعاية ستر المروءة على الأهل و العيال و التصدق بما يفضل عن مبلغ الحاجة صار هذا المباح بهذه النية من أعمال الآخرة،و لو خرج إلى الحج و باعثه الرياء و السمعة لخرج عن كونه من أعمال الآخرة،لقوله صلّى اللّه عليه و سلم[1] «إنّما الأعمال بالنّيّات» فقوله صلّى اللّه عليه و سلم:الأعمال بالنيات عام في الواجبات و المندوبات و المباحات،دون المحظورات،فإن النية لا تؤثر في إخراجها عن كونها من المحظورات و قد قال بعض السلف:إن اللّه تعالى قد و كل بالمسافرين ملائكة ينظرون إلى مقاصدهم.فيعطى كل واحد على قدر نيته،فمن كانت نيته الدنيا أعطى منها،و نقص من آخرته أضعافه و فرق عليه همه،و كثر بالحرص و الرغبة شغله،و من كانت نيته الآخرة أعطى من البصيرة و الحكمة و الفطنة،و فتح له من التذكرة و العبرة بقدر نيته،و جمع له همه و دعت له الملائكة و استغفرت له

و أما النظر في أن السفر هو الأفضل أو الإقامة

فذلك يضاهي النظر في أن الأفضل هو العزلة أو المخالطة،و قد ذكرنا منهاجه في كتاب العزلة فليفهم هذا منه.فإن السفر نوع مخالطة مع زيادة تعب و مشقة،تفرق الهم،و تشتت القلب في حق الأكثرين،و الأفضل في هذا ما هو الأعون على الدين، و نهاية ثمرة الدين في الدنيا تحصيل معرفة اللّه تعالى،و تحصيل

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 6  صفحه : 103
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست