responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 4  صفحه : 81

فعليه خطيئة،فان أجاب المدعو،فعليه خطيئتان.لأنه حمله على الأكل مع كراهة،و لو علم ذلك لما كان يأكله.و إطعام التقى إعانة على الطاعة.و إطعام الفاسق تقوية على الفسق.

قال رجل خياط لابن المبارك:أنا أخيط ثياب السلاطين،فهل تخاف أن أكون من أعوان الظلمة؟قال:لا،إنما أعوان الظلمة من يبيع منك الخيط و الابرة،أما أنت فمن الظلمة نفسهم و أما الإجابة فهي سنة مؤكدة:و قد قيل بوجوبها في بعض المواضع:قال صلّى اللّه عليه و سلم[1] «لو دعيت إلى كراع لأجبت و لو أهدى إلىّ ذراع لقبلت»

آداب للإجابة الدعوة إلى الطعام
و للإجابة خمسة آداب

الأول:أن لا يميز الغنى بالإجابة عن الفقير

فذلك هو التكبر المنهي عنه.و لأجل ذلك امتنع بعضهم عن أصل الإجابة،و قال،انتظار المرقة ذل.و قال آخر،إذا وضعت يدي في قصعة غيري فقد ذلت له رقبتي.و من المتكبرين من يجيب الأغنياء دون الفقراء.و هو خلاف السنة.كان صلّى اللّه عليه و سلم[2]يجيب دعوة العبد و دعوة المسكين.و مر الحسن ابن على رضى اللّه عنهما بقوم من المساكين الذين يسألون الناس على قارعة الطريق،و قد نشروا كسرا على الأرض في الرمل،و هم يأكلون،و هو على بغلته.فسلم عليهم.فقالوا له هلم إلى الغداء يا بن بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم.فقال نعم،إن اللّه لا يحب المستكبرين.

فنزل و قعد معهم على الأرض و أكل،ثم سلم عليهم و ركب،و قال،قد أجبتكم فأجيبونى قالوا نعم.فوعدهم وقتا معلوما،فحضروا،فقدم إليهم فاخر الطعام،و جلس يأكل معهم و أما قول القائل،إن من وضعت يدي في قصعته،فقد ذلت له رقبتي،فقد قال بعضهم هذا خلاف السنة،و ليس كذلك.فإنه ذل إذا كان الداعي لا يفرح بالإجابة،و لا يتقلد بها منة،و كان يرى ذلك يدا له على المدعو.و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم كان يحضر لعلمه

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 4  صفحه : 81
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست