responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 4  صفحه : 190

يومه فكأنّما تصدّق به»و في لفظ آخر«فكأنّما أعتق رقبة»و قيل في قوله تعالى وَ مَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحٰادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذٰابٍ أَلِيمٍ [1]ان الاحتكار من الظلم.و داخل تحته في الوعيد و عن بعض السلف أنه كان بواسط فجهز سفينة حنطة إلى البصرة،و كتب إلى وكيله، بع هذا الطعام يوم يدخل البصرة،و لا تؤخره إلى غد.فوافق سعة في السعر.فقال له التجار،لو أخرته جمعة ربحت فيه أضعافه.فأخره جمعة،فربح فيه أمثاله،و كتب إلى صاحبه بذلك.فكتب إليه صاحب الطعام،يا هذا،إنا كنا قنعنا بربح يسير مع سلامة ديننا،و انك قد خالفت و ما نحب أن نربح أضعافه بذهاب شيء من الدين،فقد جنيت علينا جناية.فإذا أتاك كتابي هذا فخذ المال كله فتصدق به على فقراء البصرة،و ليتني أنجو من اثم الاحتكار كفافا،لا علىّ و لا لي و اعلم ان النهى مطلق.و يتعلق النظر به في الوقت و الجنس أما الجنس فيطرد النهى في أجناس الأقوات أما ما ليس بقوت،و لا هو معين على القوت كالأدوية و العقاقير و الزعفران و أمثاله،فلا يتعدى النهى إليه و إن كان مطعوما،و أما ما يعين على القوت كاللحم و الفواكه،و ما يسد مسدا يغنى عن القوت في بعض الأحوال،و ان كان لا يمكن المداومة عليه،فهذا في محل النظر.فمن العلماء من طرد التحريم في السمن و العسل و الشيرج و الجبن و الزيت و ما يجرى مجراه و أما الوقت،فيحتمل أيضا طرد النهى في جميع الأوقات .و عليه تدل الحكاية التي ذكرناها في الطعام الذي صادف بالبصرة سعة في السعر.و يحتمل ان يخصص بوقت قلة الأطعمة، و حاجة الناس إليه،حتى يكون في تأخير بيعه ضرر ما فاما إذا اتسعت الأطعمة و كثرت و استغنى الناس عنها،و لم يرغبوا فيها الا بقيمة قليلة،فانتظر صاحب الطعام ذلك،و لم ينتظر قحطا،فليس في هذا اضرار.و إذا كان الزمان زمان قحط،كان في ادخار العسل و السمن و الشيرج و أمثالها اضرار.فينبغي ان يقضى بتحريمه.و يعول في نفى التحريم و إثباته على الضرار،فإنه مفهوم قطعا من تخصيص الطعام.و إذا لم يكن ضرار،فلا يخلو احتكار الاقوات عن كراهية،فإنه ينتظر مبادئ الضرار،و هو ارتفاع الاسعار و انتظار مبادئ الضرار محذور،كانتظار عين الضرار،و لكنه دونه.و انتظار عين الضرار أيضا هو دون الاضرار


[1] الحج:25

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 4  صفحه : 190
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست