responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 3  صفحه : 39

الثاني:حفظ اللسان

عن الهذيان و الكذب و الغيبة و النميمة و الفحش و الجفاء و الخصومة و المراء،و إلزامه السكوت،و شغله بذكر اللّٰه سبحانه و تلاوة القرءان فهذا صوم اللسان و قد قال سفيان:الغيبة تفسد الصوم.رواه بشر بن الحارث عنه،و روى ليث عن مجاهد:

خصلتان يفسدان الصيام:الغيبة و الكذب.و قال صلّى اللّٰه عليه و سلم[1]«إنّما الصّوم جنّة فإذا كان أحدكم صائما فلا يرفث و لا يجهل و إن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إنّى صائم إنّى صائم » و جاء في الخبر«أنّ[2]امرأتين صامتا على عهد رسول اللّٰه صلّى اللّٰه عليه و سلّم فأجهدهما الجوع و العطش من آخر النّهار حتّى كادتا أن تتلفا فبعثتا إلى رسول اللّٰه صلّى اللّٰه عليه و سلّم يستأذناه في الإفطار فأرسل إليهما قدحا و قال صلّى اللّٰه عليه و سلّم قل لهما قئا فيه ما أكلتما فقاءت إحداهما نصفه دما عبيطا و لحما غريضا و قاءت الأخرى مثل ذلك حتّى ملأتاه فعجب النّاس من ذلك فقال صلّى اللّٰه عليه و سلّم هاتان صامتا عمّا أحلّ اللّٰه لهما و أفطرتا على ما حرّم اللّٰه تعالى عليهما قعدت إحداهما إلى الأخرى فجعلتا يغتابان النّاس،فهذا ما أكلتا من لحومهم »

الثالث:كف السمع

عن الإصغاء إلى كل مكروه ،لأن كل ما حرم قوله حرم الإصغاء إليه،و لذلك سوى اللّٰه عز و جل بين المستمع و آكل السحت،فقال تعالى: (سَمّٰاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكّٰالُونَ لِلسُّحْتِ [1]) و قال عز و جل (لَوْ لاٰ يَنْهٰاهُمُ الرَّبّٰانِيُّونَ وَ الْأَحْبٰارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَ أَكْلِهِمُ السُّحْتَ [2]) فالسكوت على الغيبة حرام و قال تعالى: (إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ [3]) و لذلك قال صلّى اللّٰه عليه و سلم[3]«المغتاب و المستمع شريكان في الإثم»

الرابع:كف بقية الجوارح عن الآثام:

من اليد،و الرجل،و عن المكاره ،و كف البطن عن الشبهات وقت الإفطار،فلا معنى للصوم و هو الكف عن الطعام الحلال ثم الإفطار على الحرام،فمثال هذا الصائم مثال من يبنى قصرا و يهدم مصرا،فإن الطعام الحلال إنما يضر


[1] المائدة:42

[2] المائدة:63

[3] النساء:104

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 3  صفحه : 39
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست