responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 3  صفحه : 167

العاشر:و هو الأدب الباطن

،و هو الأصل في الإجابة،التوبة و رد المظالم و الإقبال على اللّٰه عز و جل بكنه الهمة،فذلك هو السبب القريب في الإجابة،فيروى عن كعب الأحبار أنه قال:أصاب الناس قحط شديد على عهد موسى رسول اللّٰه صلّى اللّٰه عليه و سلم،فخرج موسى ببني إسرائيل يستسقى بهم،فلم يسقوا حتى خرج ثلاث مرات و لم يسقوا،فأوحى اللّٰه عز و جل إلى موسى عليه السلام أنى لا استجيب لك و لا لمن معك و فيكم نمّام،فقال موسى يا رب و من هو حتى نخرجه من بيننا،فأوحى اللّٰه عز و جل إليه يا موسى أنها كم عن النميمة و أكون نماما،فقال موسى لبني إسرائيل توبوا إلى ربكم بأجمعكم عن النميمة فتابوا، فأرسل اللّٰه تعالى عليهم الغيث،و قال سعيد بن جبير.قحط الناس في زمن ملك من ملوك بنى إسرائيل فاستسقوا،فقال الملك لبني إسرائيل ليرسلنّ اللّٰه تعالى علينا السماء أو لنؤذينه، قيل له و كيف تقدر أن تؤذيه و هو في السماء.فقال.أقتل أولياءه و أهل طاعته،فيكون ذلك أذى له فأرسل اللّٰه تعالى عليهم السماء.و قال سفيان الثوري بلغني أن بني إسرائيل قحطوا سبع سنين حتى أكلوا الميتة من المزابل،و أكلوا الأطفال،و كانوا كذلك يخرجون إلى الجبال يبكون و يتضرعون فأوحى اللّٰه عز و جل إلى أنبيائهم عليهم السلام،لو مشيتم إلىّ بأقدامكم حتى تحفى ركبكم و تبلغ أيديكم عنان السماء،و تكل ألسنتكم عن الدعاء،فانى لا أجيب لكم داعيا،و لا أرحم لكم باكيا،حتى تردوا المظالم إلى أهلها،ففعلوا فمطروا من يومهم، و قال مالك بن دينار أصاب الناس في بني إسرائيل قحط،فخرجوا مرارا فأوحى اللّٰه عز و جل إلى نبيهم أن أخبرهم انكم تخرجون إلىّ بأبدان نجسة،و ترفعون إلىّ أكفا قد سفكتم بها الدماء و ملأتم بطونكم من الحرام،الآن قد اشتدّ غضبي عليكم و لن تزدادوا منى إلا بعدا،و قال أبو الصديق الناجي خرج سليمان عليه السلام يستسقى فمرّ بنملة ملقاة على ظهرها،رافعة قوائمها إلى السماء،و هي تقول.اللهم انا خلق من خلقك،و لا غنى بنا عن رزقك فلا تهلكنا بذنوب غيرنا،فقال سليمان عليه السلام ارجعوا فقد سقيتم بدعوة غيركم.و قال الأوزاعي.خرج الناس يستسقون،فقام فيهم بلال بن سعد.فحمد اللّٰه و أثنى عليه،ثم قال يا معشر من حضر أ لستم مقرّين بالاساءة؟فقالوا اللهم نعم،فقال اللهم إنا قد سمعناك تقول (مٰا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ [1]) و قد أقررنا بالاساءة فهل تكون مغفرتك إلا لمثلنا،اللهم فاغفر لنا و ارحمنا و اسقنا


[1] التوبة:91

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 3  صفحه : 167
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست