responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 3  صفحه : 168

فرفع يديه و رفعوا أيديهم فسقوا.و قيل لمالك بن دينار،ادع لنا ربك فقال أنكم تستبطئون المطر،و أنا أستبطئ الحجارة،و روى أن عيسى صلوات اللّٰه عليه و سلامه خرج يستسقى فلما ضجروا قال لهم عيسى عليه السلام.من أصاب منكم ذنبا فليرجع فرجعوا كلهم و لم يبق معه في المفازة الا واحد،فقال له عيسى عليه السلام أ ما لك من ذنب؟فقال و اللّٰه ما علمت من شيء غير أنى كنت ذات يوم أصلي،فمرت بي امرأة فنظرت إليها بعينى هذه فلما جاوزتنى أدخلت أصبعى في عينى فانتزعتها و اتبعت المرأة بها فقال له عيسى عليه السلام فادع اللّٰه حتى أؤمن على دعائك،قال فدعا فتجللت السماء سحابا،ثم صبت فسقوا،و قال يحيى الغساني.

أصاب الناس قحط على عهد داود عليه السلام،فاختاروا ثلاثة من علمائهم،فخرجوا حتى يستسقوا بهم،فقال أحدهم.اللهم انك أنزلت في توراتك أن نعفو عمن ظلمنا،اللهم إنا قد ظلمنا أنفسنا فاعف عنا،و قال الثاني.اللهم انك أنزلت في توراتك أن نعتق أرقاءنا،اللهم إنا أرقاؤك فأعتقنا،و قال الثالث.اللهم انك أنزلت في توراتك أن لا نرد المساكين إذا وقفوا بأبوابنا،اللهم إنا مساكينك وقفنا ببابك فلا ترد دعاءنا فسقوا،و قال عطاء السلمي.

منعنا الغيث فخرجنا نستسقي،فإذا نحن بسعدون المجنون في المقابر،فنظر إلىّ فقال يا عطاء أ هذا يوم النشور أو بعثر ما في القبور؟فقلت لا،و لكنا منعنا الغيث فخرجنا نستسقي، فقال يا عطاء بقلوب أرضية أم بقلوب سماوية.فقلت بل بقلوب سماوية،فقال هيهات يا عطاء قل للمتبهرجين لا تتبهرجوا،فان الناقد بصير،ثم رمق السماء بطرفه،و قال إلهي و سيدي و مولاي،لا تهلك بلادك بذنوب عبادك و لكن بالسر المكنون من أسمائك،و ما وارت الحجب من آلائك إلا ما سقيتنا ماء غدقا فراتا تحيي به العباد و تروى به البلاد،يا من هو على كل شيء قدير،قال عطاء فما استتم الكلام حتى أرعدت السماء و أبرقت،و جاءت بمطر كأفواه القرب،فولى و هو يقول
أفلح الزاهدون و العابدونا إذ لمولاهم أجاعوا البطونا
أسهروا الأعين العليلة حبا فانقضى ليلهم و هم ساهرونا
شغلتهم عبادة اللّٰه حتى حسب الناس ان فيهم جنونا

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 3  صفحه : 168
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست