responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 3  صفحه : 136

المتين و نوره المبين و شفاؤه النّافع،عصمة لمن تمسّك به و نجاة لمن اتّبعه،لا يعوّج فيقوّم و لا يزيغ فيستقيم،و لا تنقضي عجائبه و لا يخلقه كثرة التّرديد»الحديث.و في حديث حذيفة لما أخبره رسول اللّٰه صلّى اللّٰه عليه و سلم[1]بالاختلاف و الفرقة بعده قال:فقلت يا رسول اللّٰه فما ذا تأمرني إن أدركت ذلك؟فقال:تعلّم كتاب اللّٰه و اعمل بما فيه فهو المخرّج من ذلك.قال:فأعدت عليه ذلك ثلاثا فقال صلّى اللّٰه عليه و سلم ثلاثا:تعلّم كتاب اللّٰه عزّ و جلّ و اعمل بما فيه ففيه النّجاة و قال على كرم اللّٰه وجهه:من فهم القرءان فسر به جمل العلم، أشار به إلى أن القرءان يشير إلى مجامع العلوم كلها:و قال ابن عباس رضى اللّٰه عنهما في قوله تعالى: (وَ مَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً [1]) يعنى الفهم في القرءان:

و قال عز و جل: (فَفَهَّمْنٰاهٰا سُلَيْمٰانَ وَ كُلاًّ آتَيْنٰا حُكْماً وَ عِلْماً [2]) سمى ما آتاهما علما و حكما، و خصص ما انفرد به سليمان بالتفطن له باسم الفهم،و جعله مقدما على الحكم و العلم.فهذه الأمور تدل على أن في فهم معانى القرءان مجالا رحبا و متسعا بالغا،و أن المنقول من ظاهر التفسير ليس منتهى الإدراك فيه فأما قوله صلّى اللّٰه عليه و سلم[2]من فسّر القرءان برأيه،و نهيه عنه صلّى اللّٰه عليه و سلم، و قول أبي بكر رضى اللّٰه عنه أيّ ارض تقلّنى و أيّ سماء تظلني إذا قلت في القرءان برأيى إلى غير ذلك مما ورد في الأخبار و الآثار في النهى عن تفسير القرءان بالرأي فلا يخلو:إما أن يكون المراد به الاقتصار على النقل و المسموع و ترك الاستنباط و الاستقلال بالفهم،أو المراد به أمرا آخر.و باطل قطعا أن يكون المراد به أن

لا يتكلم أحد في القرءان إلا بما يسمعه لوجوه

أحدها:أنه يشترط أن يكون ذاك مسموعا

من رسول اللّٰه صلّى اللّٰه عليه و سلم و مسندا اليه،و ذلك مما لا يصادف إلا في بعض القرءان فأما ما يقوله ابن عباس و ابن مسعود من أنفسهم فينبغي أن لا يقبل،و يقال هو تفسير بالرأي لأنهم لم يسمعوه من رسول اللّٰه صلّى اللّٰه عليه و سلم،و كذا غيرهم من الصحابة رضى اللّٰه عنهم


[1] البقرة 269

[2] الأنبياء:79

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 3  صفحه : 136
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست