responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 15  صفحه : 81

بأوتار أنبتها من أحد طرفي العظم،و ألصقه بالعظم الآخر كالرباط له ،ثم خلق في أحد طرفي العظم زوائد خارجة منه،و في الآخر حفرا غائصة فيه موافقة لشكل الزوائد لتدخل فيها و تنطبق عليها،فصار العبد إن أراد تحريك جزء من بدنه لم يمتنع عليه.و لو لا المفاصل لتعذر عليه ذلك .ثم انظر كيف خلق عظام الرأس و كيف جمعها و ركّبها، و قد ركّبها من خمسة و خمسين عظما مختلفة الأشكال و الصور،فألّف بعضها إلى بعض بحيث استوى به كرة الرأس كما تراه،فمنها ستة تخص القحف ،و أربعة عشر للحى الأعلى و اثنان للحى الأسفل، و البقية هي الأسنان بعضها عريضة تصلح للطحن،و بعضها حادة تصلح للقطع،و هي الأنياب،و الأضراس،و الثنايا .ثم جعل الرقبة مركبا للرأس، و ركّبها من سبع خرزات مجوفات مستديرات،فيها تحريفات و زيادات و نقصانات لينطبق بعضها على بعض،و يطول ذكر وجه الحكمة فيها .ثم ركب الرقبة على الظهر،و ركب الظهر من أسفل الرقبة إلى منتهى عظم العجز من أربع و عشرين خرزة ،و ركب عظم العجز من ثلاثة أجزاء مختلفة،فيتصل به من أسفله عظم العصعص و هو أيضا مؤلف من ثلاثة أجزاء،ثم وصل عظام الظهر بعظام الصدر، و عظام الكتف،و عظام اليدين و عظام العانة،و عظام العجز ،و عظام الفخذين و الساقين و أصابع الرجلين، فلا نطوّل بذكر عدد ذلك و مجموع عدد العظام في بدن الإنسان مائتا عظم و ثمانية و أربعون عظما، سوى العظام الصغيرة التي حشي بها خلل المفاصل.فانظر كيف خلق جميع ذلك من نطفة سخيفة رقيقة.و ليس المقصود من ذكر أعداد العظام أن يعرف عددها ،فإن هذا علم قريب يعرفه الأطباء و المشرحون،و إنما الغرض أن ينظر منها في مدبرها و خالقها أنه كيف قدّرها و دبرها،و خالف بين أشكالها و أقدارها،و خصّصها بهذا العدد المخصوص،لأنه لو زاد عليها واحدا لكان وبالا على الإنسان يحتاج إلى قلعه،و لو نقص منها واحدا لكان نقصانا يحتاج إلى جبره.فالطبيب ينظر فيها ليعرف وجه العلاج في جبرها.و أهل البصائر ينظرون فيها ليستدلوا بها على جلالة خالقها و مصوّرها.فشتان بين النظرين ثم انظر كيف خلق اللّه تعالى آلات لتحريك العظام و هي العضلات،فخلق في بدن م 11:خامس عشر-إحياء

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 15  صفحه : 81
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست