responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 12  صفحه : 73

المحيطة بمجموع حقيقته.فأما قول من قال.إن الشكر هو الاعتراف بنعمة المنعم على وجه الخضوع فهو نظر إلى فعل اللسان مع بعض أحوال القلب.و قول من قال.إن الشكر هو الثناء على المحسن بذكر إحسانه ،نظر إلى مجرد عمل اللسان.و قول القائل:إن الشكر هو الاعتكاف على بساط الشهود بإدامة حفظ الحرمة،جامع لأكثر معانى الشكر،لا يشذ منه إلا عمل اللسان.و قول حمدون القصار:شكر النعمة أن ترى نفسك في الشكر طفيليا إشارة إلى أن المعرفة من معانى الشكر فقط .و قول الجنيدي.الشكر أن لا ترى نفسك أهلا للنعمة،إشارة إلى حال من أحوال القلب على الخصوص.و هؤلاء أقوالهم تعرب على أحوالهم.فلذلك تختلف أجوبتهم و لا تتفق.ثم قد يختلف جواب كل واحد في حالتين لأنهم لا يتكلمون إلا عن حالتهم الراهنة الغالبة عليهم،اشتغالا بما يهمهم عما لا يهمهم.أو يتكلمون بما يرونه لائقا بحال السائل،اقتصارا على ذكر القدر الذي يحتاج إليه،و إعراضا عما لا يحتاج إليه.فلا ينبغي أن تظن أن ما ذكرناه طعن عليهم،و أنه لو عرض عليهم جميع المعاني التي شرحناها كانوا ينكرونها.بل لا يظن ذلك بعاقل أصلا،إلا أن تعرض منازعة من حيث اللفظ،في أن اسم الشكر في وضع اللسان هل يشمل جميع المعاني،أم يتناول بعضها مقصودا،و بقية المعاني تكون من توابعه و لوازمه.و لسنا نقصد في هذا الكتاب شرح موضوعات اللغات،فليس ذلك من علم طريق الآخرة في شيء،و اللّه الموفق برحمته

بيان
طريق كشف الغطاء عن الشكر في حق اللّه تعالى

لعلك يخطر ببالك أن الشكر إنما يعقل في حق منعم هو صاحب حظ في الشكر.فإنا نشكر الملوك إما بالثناء ليزيد محلهم في القلوب،و يظهر كرمهم عند الناس،فيزيد به صيتهم و جاههم أو بالخدمة التي هي إعانة لهم على بعض أغراضهم.أو بالمثول بين أيديهم في صورة الخدم،و ذلك تكثير سوادهم،و سبب لزيادة جاههم فلا يكونون شاكرين لهم إلا بشيء من ذلك و هذا محال في حق اللّه تعالى من وجهين .أحدهما:أن اللّه تعالى منزه عن الحظوظ و الأغراض،مقدس عن الحاجة إلى الخدمة و الإعانة،و عن نشر الجاه و الحشمة بالثناء و الإطراء،و عن تكثير سواد الخدم بالمثول بين

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 12  صفحه : 73
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست