responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 12  صفحه : 72

طاعته،و التوقي من الاستعانة بها على معصيته.حتى أن شكر العينين أن تستر كل عيب تراه لمسلم.و شكر الأذنين أن تستر كل عيب تسمعه فيه.فيدخل هذا في جملة شكر نعم اللّه تعالى بهذه الأعضاء .و الشكر باللسان لإظهار الرضا عن اللّه تعالى،و هو مأمور به.

فقد قال صلّى اللّه عليه و سلم[1]لرجل«كيف أصبحت؟»قال بخير فأعاد صلّى اللّه عليه و سلم السؤال حتى قال في الثالثة:بخير أحمد اللّه و أشكره.فقال صلّى اللّه عليه و سلم«هذا الّذي أردت منك» و كان السلف يتساءلون و نيتهم استخراج الشكر للّٰه تعالى،ليكون الشاكر مطيعا و المستنطق له به مطيعا.و ما كان قصدهم الرياء بإظهار الشوق.و كل عبد سئل عن حال فهو بين أن يشكر،أو يشكو،أو يسكت.فالشكر طاعة.و الشكوى معصية قبيحة من أهل الدين.و كيف لا تقبح الشكوى من ملك الملوك،و بيده كل شيء،إلى عبد مملوك لا يقدر على شيء!فالأحرى بالعبد إن لم يحسن الصبر على البلاء و القضاء،و أفضى به الضعف إلى الشكوى ،أن تكون شكواه إلى اللّه تعالى.فهو المبلى و القادر على إزالة البلاء.و ذل العبد لمولاه عز.و الشكوى إلى غيره ذل.و إظهار الذل للعبد مع كونه عبدا مثله ذل قبيح.

قال اللّه تعالى إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللّٰهِ لاٰ يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً فَابْتَغُوا عِنْدَ اللّٰهِ الرِّزْقَ وَ اعْبُدُوهُ وَ اشْكُرُوا لَهُ [1]و قال تعالى إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللّٰهِ عِبٰادٌ أَمْثٰالُكُمْ [2]فالشكر باللسان من جملة الشكر .و قد روي أن وفدا قدموا على عمر بن عبد العزيز رحمه اللّه فقام شاب ليتكلم،فقال عمر.الكبر الكبر.فقال يا أمير المؤمنين،لو كان الأمر بالسن لكان في المسلمين من هو أسن منك.فقال تكلم.فقال.لسنا وفد الرغبة،و لا وفد الرهبة.أما الرغبة،فقد أوصلها إلينا فضلك.و أما الرهبة فقد آمننا منها عدلك .و إنما نحن وفد الشكر،جئناك نشكرك باللسان و ننصرف.فهذه هي أصول معانى الشكر،


[1] العنكبوت:17

[2] الأعراف:194

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 12  صفحه : 72
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست