responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 12  صفحه : 66

و قال عز و جل إخبارا عن إبليس اللعين لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرٰاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ [1]قيل هو طريق الشكر.و لعلو رتبة الشكر،طعن اللعين في الخلق فقال وَ لاٰ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شٰاكِرِينَ [2]و قال تعالى وَ قَلِيلٌ مِنْ عِبٰادِيَ الشَّكُورُ [3]و قد قطع اللّه تعالى بالمزيد مع الشكر و لم يستثن فقال تعالى لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ [4]و استثنى في خمسة أشياء في الإغناء،و الإجابة،و الرزق،و المغفرة،و التوبة.فقال تعالى فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللّٰهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شٰاءَ [5]و قال فَيَكْشِفُ مٰا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شٰاءَ [6]و قال يَرْزُقُ مَنْ يَشٰاءُ بِغَيْرِ حِسٰابٍ [7]و قال وَ يَغْفِرُ مٰا دُونَ ذٰلِكَ لِمَنْ يَشٰاءُ [8]و قال وَ يَتُوبُ اللّٰهُ عَلىٰ مَنْ يَشٰاءُ [9]و هو خلق من أخلاق الربوبية،إذ قال تعالى وَ اللّٰهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ [10]و قد جعل اللّه الشكر مفتاح كلام أهل الجنة ،فقال تعالى وَ قٰالُوا الْحَمْدُ لِلّٰهِ الَّذِي صَدَقَنٰا وَعْدَهُ [11]و قال وَ آخِرُ دَعْوٰاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعٰالَمِينَ [12].و أما الأخبار فقد قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم[1]«الطّاعم الشّاكر بمنزلة الصّائم الصّابر» و روي عن[2]عطاء أنه قال:دخلت على عائشة رضي اللّه عنها،فقلت أخبرينا بأعجب ما رأيت من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم.فبكت و قالت:و أي شأنه لم يكن عجبا؟ أتانى ليلة فدخل معي في فراشي،أو قالت في لحافي،حتى مس جلدى جلده،ثم قال «يا ابنة أبي بكر ذريني أتعبّد لربّى» قالت قلت إنى أحب قربك لكني أوثر هواك.

فأذنت له،فقام إلى قربة ماء،فتوضأ فلم يكثر صب الماء،ثم قام يصلّى،فبكى حتى سالت


[1] الأعراف:16

[2] الأعراف:17

[3] سبأ:13

[4] إبراهيم:7

[5] التوبة:28

[6] الأنعام:41

[7] البقرة:212

[8] النساء:48

[9] التوبة:15

[10] التغابن:17

[11] الزمر:74

[12] يونس:10

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 12  صفحه : 66
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست