responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 12  صفحه : 53

و قال داود عليه السّلام:يا رب ما جزاء الحزين الذي يصبر على المصائب ابتغاء مرضاتك؟قال جزاؤه أن ألبسه لباس الإيمان فلا أنزعه عنه أبدا.و قال عمر بن عبد العزيز رحمه اللّه في خطبته .ما أنعم اللّه على عبد نعمة فانتزعها منه و عوضه منها الصبر،إلا كان ما عوضه منها أفضل مما انتزع منه.و قرأ إِنَّمٰا يُوَفَّى الصّٰابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسٰابٍ [1]و سئل فضيل عن الصبر فقال.هو الرضا بقضاء اللّه.قيل و كيف ذلك؟قال الراضي لا يتمنى فوق منزلته .و قيل حبس الشبلي رحمه اللّه في المارستان،فدخل عليه جماعة فقال من أنتم؟قالوا أحباؤك جاءوك زائرين.فأخذ يرميهم بالحجارة.فأخذوا يهربون فقال:لو كنتم أحبائى لصبرتم على بلائي.و كان بعض العارفين في جيبه رقعة يخرجها كل ساعة و يطالعها و كان فيها وَ اصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنٰا [2]و يقال إن امرأة فتح الموصلي عثرت،فانقطع ظفرها،فضحكت.فقيل لها أ ما تجدين الوجع؟فقالت إن لذة ثوابه أزالت عن قلبي مرارة وجعه.و قال داود لسليمان عليهما السّلام يستدل على تقوى المؤمن بثلاث:حسن التوكل فيما لم ينل،و حسن الرضا فيما قد نال، و حسن الصبر فيما قد فات.و قال نبينا صلّى اللّه عليه و سلم[1]«من إجلال اللّه و معرفة حقّه أن لا تشكو وجعك و لا تذكر مصيبتك» .و يروى عن بعض الصالحين أنه خرج يوما و في كمه صرة،فافتقدها فإذا هي قد أخذت من كمه.فقال بارك اللّه له فيها،لعله أحوج إليها منى.و روي عن بعضهم أنه قال مررت على سالم مولى أبي حذيفة في القتلى و به رمق.فقلت له أسقيك ماء،فقال.جرّنى قليلا إلى العدو،و اجعل الماء في الترس،فإنى صائم،فإن عشت إلى الليل شربته،فهكذا كان صبر سالكي طريق الآخرة على بلاء اللّه تعالى.فإن قلت فبما ذا تنال درجة الصبر في المصائب،و ليس الأمر إلى اختياره،فهو مضطر شاء أم أبى،فإن كان المراد به أن لا تكون في نفسه كراهية المصيبة.فذلك غير داخل في الاختيار.فاعلم أنه إنما يخرج عن مقام الصابرين بالجزع،


[1] الزمر:10

[2] الطور:48

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 12  صفحه : 53
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست