responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 12  صفحه : 14

و غضبه في معاصيه،فلا تحقروا منها شيئا،فلعل غضبه فيه.و خبأ ولايته في عباده،فلا تحقروا منهم أحدا،فلعله ولىّ اللّه تعالى.و زاد و خبأ إجابته في دعائه،فلا تتركوا الدعاء، فربما كانت الإجابة فيه

الركن الرابع
في دواء التوبة،و طريق العلاج لحل عقدة الإصرار

اعلم أن الناس قسمان:

شاب لا صبوة له ،نشأ على الخير و اجتناب الشر،و هو الذي قال فيه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم[1]«تعجّب ربّك من شابّ ليست له صبوة» [1]و هذا عزيز نادر و القسم الثاني:هو الذي لا يخلو عن مقارفة الذنوب .ثم هم ينقسمون إلى مصرين و إلى تائبين.و غرضنا أن نبين العلاج في حل عقدة الإصرار،و نذكر الدواء فيه.

فاعلم أن شفاء التوبة لا يحصل إلا بالدواء.و لا يقف على الدواء من لا يقف على الداء إذ لا معنى للدواء إلا مناقضة أسباب الداء فكل داء حصل من سبب فدواؤه حل ذلك السبب،و رفعه،و إبطاله.و لا يبطل الشيء إلا بضده:و لا سبب للإصرار إلا الغفلة و الشهوة.و لا يضاد الغفلة إلا العلم،و لا يضاد الشهوة إلا الصبر على قطع الأسباب المحركة للشهوة.و الغفلة رأس الخطايا.قال تعالى وَ أُولٰئِكَ هُمُ الْغٰافِلُونَ لاٰ جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْخٰاسِرُونَ [2]فلا دواء إذا للتوبة إلا معجون يعجن من حلاوة العلم،و مرارة الصبر.

و كما يجمع السكنجبين بين حلاوة السكر و حموضة الخل،و يقصد بكل منهما غرض آخر في العلاج بمجموعهما،فيقمع الأسباب المهيجة للصفراء،فهكذا ينبغي أن تفهم علاج القلب مما به من مرض الإصرار.

فإذا لهذا الدواء أصلان:أحدهما العلم،و الآخر الصبر.و لا بد من بيانهما فإن قلت أ ينفع كل علم لحل الإصرار أم لا بد من علم مخصوص ؟.فاعلم أن العلوم


[1] ليست له صبوة:اى ميل إلى هوى

[2] النحل:108،109

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 12  صفحه : 14
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست