responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 12  صفحه : 15

بجملتها أدوية لأمراض القلوب.و لكن لكل مرض علم يخصه.كما أن علم الطب نافع في علاج الأمراض بالجملة،و لكن يخص كل علة علم مخصوص.فكذلك دواء الإصرار.

فلنذكر خصوص ذلك العلم على موازنة مرض الأبدان،ليكون أقرب إلى الفهم فنقول:

يحتاج المريض إلى التصديق بأمور:

الأوّل:أن يصدق على الجملة بأن للمرض و الصحة أسبابا يتوصل إليها بالاختيار

،على ما رتبه مسبب الأسباب،و هذا هو الإيمان بأصل الطب.فإن من لا يؤمن به لا يشتغل بالعلاج،و يحق عليه الهلاك و هذا وزانه مما نحن فيه،الإيمان بأصل الشرع و هو أن للسعادة في الآخرة سببا هو الطاعة،و للشقاوة سببا هو المعصية.و هذا هو الإيمان بأصل الشرائع و هذا لا بد من حصوله إما عن تحقيق أو تقليد و كلاهما من جملة الإيمان.

الثاني:أنه لا بد أن يعتقد المريض في طبيب معين أنه عالم بالطب.

حاذق فيه، صادق فيما يعبر عنه،لا يلبّس و لا يكذب.فإن إيمانه بأصل الطلب لا ينفعه بمجرده دون هذا الإيمان.و وزانه مما نحن فيه،العلم بصدق الرسول صلّى اللّه عليه و سلم،و الإيمان بأن كل ما يقوله حق و صدق،لا كذب فيه و لا خلف

الثالث:أنه لا بد أن يصغى إلى الطبيب فيما يحذره عنه من تناول الفواكه

و الأسباب المضرة على الجملة،حتى يغلب عليه الخوف في ترك الاحتماء فتكون شدة الخوف باعثة له على الاحتماء.

و وزانه من الدين الإصغاء إلى الآيات و الأخبار المشتملة على الترغيب في التقوى و التحذير من ارتكاب الذنوب و اتباع الهوى،و التصديق بجميع ما يلقى إلى سمعه من ذلك،من غير شك و استرابة،حتى ينبعث به الخوف المقوى على الصبر،الذي هو الركن الآخر في العلاج

الرابع:أن يصغى إلى الطبيب فيما يخص مرضه

،و فيما يلزمه في نفسه الاحتماء عنه، ليعرّفه أولا تفصيل ما يضره من أفعاله و أحواله،و مأكوله و مشروبه.فليس على كل مريض الاحتماء عن كل شيء،و لا ينفعه كل دواء.بل لكل علة خاصة علم خاص،و علاج خاص،و وزانه من الدين أن كل عبد فليس يبتلى بكل شهوة،و ارتكاب كل ذنب،بل لكل مؤمن ذنب مخصوص،أو ذنوب مخصوصة.و إنما حاجته في الحال مرهقة إلى العلم بأنها ذنوب، ثم إلى العلم بآفاتها و قدر ضررها،ثم إلى العلم بكيفية التوصل إلى الصبر عنها،ثم إلى العلم

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 12  صفحه : 15
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست