responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 12  صفحه : 135

أن يسوق إلى الأجفان مع رقتها،و إلى الحدقة مع صفائها،و إلى الافخاذ مع غلظها،و إلى العظم مع صلابته ما يليق بكل واحد منها من حيث القدر و الشكل،و إلا بطلت الصورة و ربا بعض المواضع،و ضعفت بعض المواضع بل لو لم يراع هذا الملك العدل في القسمة و التقسيط.

فساق إلى رأس الصبي و سائر بدنه من الغذاء ما ينمو به إلا إحدى الرجلين مثلا،لبقيت تلك الرجل كما كانت في حد الصغر،و كبر جميع البدن،فكنت ترى شخصا في ضخامة رجل،و له رجل واحدة كأنها رجل صبي،فلا ينتفع بنفسه البتة،فمراعاة هذه الهندسة في هذه القسمة مفوّضة إلى ملك من الملائكة و لا تظنن أن الدم لطبعه يهندس شكل نفسه،فإن محيل هذه الأمور على الطبع جاهل لا يدرى ما يقول .فهذه هي الملائكة الأرضية،و قد شغلوا بك و أنت في النوم تستريح، و في الغفلة تتردد،و هم يصلحون الغذاء في باطنك،و لا خبر لك منهم،و ذلك في كل جزء من أجزائك الذي لا يتجزأ،حتى يفتقر بعض الأجزاء كالعين و القلب إلى أكثر من مائة ملك، تركنا تفصيل ذلك للإيجاز.و الملائكة الأرضية مددهم من الملائكة السماوية على ترتيب معلوم،لا يحيط بكنهه إلا اللّه تعالى.و مدد الملائكة السماوية من حملة العرش.و المنعم على جملتهم بالتأييد،و الهداية و التسديد المهيمن القدوس،المنفرد بالملك و الملكوت،و العزة و الجبروت جبار السموات و الأرض،مالك الملك ذو الجلال و الإكرام[1].و الأخبار الواردة في الملائكة

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 12  صفحه : 135
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست