responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 12  صفحه : 112

كما أن الإلحاد عبارة عن الميل،فخصص بمن مال إلى الباطل عن الحق و كذا الارتداد و لا خفاء بالحاجة إلى التوفيق.و لذلك قيل
إذا لم يكن عون من اللّه للفتى فأكثر ما يجنى عليه اجتهاده
فأما الهداية فلا سبيل لأحد إلى طلب السعادة إلا بها لأن داعية الإنسان قد تكون مائلة إلى ما فيه صلاح آخرته،و لكن إذا لم يعلم ما فيه صلاح آخرته حتى يظن الفساد صلاحا،فمن أين ينفعه مجرد الإرادة؟فلا فائدة في الإرادة،و القدرة،و الأسباب،إلا بعد الهداية.و لذلك قال تعالى رَبُّنَا الَّذِي أَعْطىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدىٰ [1]و قال تعالى وَ لَوْ لاٰ فَضْلُ اللّٰهِ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَتُهُ مٰا زَكىٰ مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً وَ لٰكِنَّ اللّٰهَ يُزَكِّي مَنْ يَشٰاءُ [2]و قال صلّى اللّه عليه و سلم[1]«ما من أحد يدخل الجنّة إلاّ برحمة اللّه تعالى»أي بهدايته فقيل و لا أنت يا رسول اللّه؟قال«و لا أنا ».

و الهداية ثلاث منازل

الأولى:معرفة طريق الخير و الشر

،المشار إليه بقوله تعالى وَ هَدَيْنٰاهُ النَّجْدَيْنِ [3]و قد أنعم اللّه تعالى به على كافة عباده،بعضه بالعقل ،و بعضه على لسان الرسل.و لذلك قال تعالى وَ أَمّٰا ثَمُودُ فَهَدَيْنٰاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمىٰ عَلَى الْهُدىٰ [4]فأسباب الهدى هي الكتب،و الرسل و بصائر العقول .و هي مبذولة.و لا يمنع منها إلا الحسد،و الكبر،و حب الدنيا،و الأسباب التي تعمى القلوب و إن كانت لا تعمى الأبصار.قال تعالى فَإِنَّهٰا لاٰ تَعْمَى الْأَبْصٰارُ وَ لٰكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ [5].و من جملة المعميات الإلف و العادة،و حب استصحابهما و عنه العبارة بقوله تعالى إِنّٰا وَجَدْنٰا آبٰاءَنٰا عَلىٰ أُمَّةٍ [6]الآية و عن الكبر و الحسد العبارة بقوله تعالى وَ قٰالُوا لَوْ لاٰ نُزِّلَ هٰذَا الْقُرْآنُ عَلىٰ رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ [7]و قوله تعالى أَ بَشَراً مِنّٰا وٰاحِداً نَتَّبِعُهُ [8]فهذه المعميات هي التي منعت الاهتداء و الهداية


[1] طه:50

[2] النور:21

[3] البلد:10

[4] فصلت:17

[5] الحج:46

[6] الزخرف:22

[7] الزخرف:31

[8] القمر:24

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 12  صفحه : 112
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست