responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 47

و أخس الأشياء ما إليه انتسابه،إذ يقال:يا أذل من التراب،و يا أنتن من الحمأة،و يا أقذر من المضغة فإن كان كونه من أبيه أقرب من كونه من التراب،فنقول افتخر بالقريب دون البعيد فالنطفة و المضغة أقرب إليه من الأب،فليحقر نفسه بذلك.ثم إن كان ذلك يوجب رفعة لقربه،فالأب الأعلى من التراب،فمن أين رفعته؟و إذا لم يكن له رفعة،فمن أين جاءت الرفعة لولده؟فإذا أصله من التراب،و فصله من النطفة،فلا أصل له و لا فصل.و هذه غاية خسة النسب.فالأصل يوطأ بالأقدام،و الفصل تغسل منه الأبدان.فهذا هو النسب الحقيقي للإنسان.و من عرفه لم يتكبر بالنسب،و يكون مثله بعد هذه المعرفة و انكشاف الغطاء له عن حقيقة أصله،كرجل لم يزل عند نفسه من بني هاشم،و قد أخبره بذلك والداه فلم يزل فيه نخوة الشرف،فبينما هو كذلك إذا أخبره عدول لا يشك في قولهم،أنه ابن هندى حجام يتعاطى القاذورات ،و كشفوا له وجه التلبيس عليه،فلم يبق له شك في صدقهم أ فترى أن ذلك يبقى شيئا من كبره؟لا بل يصير عند نفسه أحقر الناس و أذلهم.فهو من استشعار الخزي لخسته في شغل عن أن يتكبر على غيره.فهذا حال البصير إذا تفكر في أصله و علم أنه من النطفة،و المضغة،و التراب.إذ لو كان أبوه ممن يتعاطى نقل التراب،أو يتعاطى الدم بالحجامة أو غيرها،لكان يعلم به خسة نفسه لمماسة أعضاء أبيه للتراب و الدم.فكيف إذا عرف أنه في نفسه من التراب و الدم و الأشياء القذرة التي يتنزه عنها هو في نفسه

السبب الثاني:التكبر بالجمال.

و دواؤه أن ينظر إلى باطنه نظر العقلاء،و لا ينظر إلى الظاهر نظر البهائم.و مهما نظر إلى باطنه رأى من القبائح ما يقدر عليه تعززه بالجمال،فإنه و كل به الأقذار في جميع أجزائه،الرجيع في أمعائه،و البول في مثانته،و المخاط في أنفه، و البزاق في فيه،و الوسخ في أذنيه،و الدم في عروقه،و الصديد تحت بشرته.و الصنان تحت إبطه،يغسل الغائط بيده كل يوم دفعة أو دفعتين،و يتردد كل يوم إلى الخلاء مرة أو مرتين ليخرج من باطنه ما لو رآه بعينه لاستقذره،فضلا عن أن يمسه أو يشمه،كل ذلك ليعرف قذارته و ذله.هذا في حال توسطه.و في أول أمره خلق من الأقذار الشنيعة الصور،من النطفة،و دم الحيض و أخرج من مجرى الأقذار،إذ خرج من الصلب ثم من الذكر مجرى البول،ثم من الرحم مفيض دم الحيض،ثم خرج من مجرى القذر

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 47
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست