responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 189

فكيف يكون عشرة أمثال الدنيا في الدنيا!و هذا كما يعجز البالغ عن تفهيم الصبي تلك الموازنة.و كذلك تفهيم البدوي .

و كما أن الجوهري مرحوم إذا بلى بالبدوى و القروي في تفهيم تلك الموازنة،فالعارف مرحوم إذا بلى بالبليد الأبله في تفهيم هذه الموازنة.و لذلك قال صلّى اللّه عليه و سلم[1]«ارحموا ثلاثة عالما بين الجهّال و غنيّ قوم افتقر و عزيز قوم ذلّ»و الأنبياء مرحومون بين الأمة بهذا السبب،و مقاساتهم لقصور عقول الأمة فتنة لهم،و امتحان،و ابتلاء من اللّه و بلاء موكل بهم سبق بتوكيله القضاء الأزلي،و هو المعنى بقوله عليه السّلام[2]«البلاء موكّل بالأنبياء ثمّ الأولياء ثمّ الأمثل فالأمثل » فلا تظنن أن البلاء بلاء أيوب عليه السّلام،و هو الذي ينزل بالبدن ،فإن بلاء نوح عليه السّلام أيضا من البلاء العظيم،إذ بلى بجماعة كان لا يزيدهم دعاؤه إلى اللّه إلا فرارا ،و لذلك لما تأذى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بكلام بعض الناس قال[3]«رحم اللّه أخي موسى لقد أوذى بأكثر من هذا فصبر»فإذا لا تخلو الأنبياء عن الابتلاء بالجاحدين،و لا تخلو الأولياء و العلماء عن الابتلاء بالجاهلين.و لذلك قلما ينفك الأولياء عن ضروب من الإيذاء و أنواع البلاء،بالإخراج من البلاد،و السعاية بهم إلى السلاطين،و الشهادة عليهم بالكفر و الخروج عن الدين.و واجب أن يكون أهل المعرفة عند أهل الجهل من الكافرين، كما يجب أن يكون المعتاض عن الجمل الكبير جوهرة صغيرة عند الجاهلين من المبذرين المضيعين فإذا عرفت هذه الدقائق،فآمن بقوله عليه السّلام إنه يعطى آخر من يخرج من النار مثل الدنيا عشر مرات،و إياك أن تقتصر بتصديقك على ما يدركه البصر و الحواس فقط، فتكون حمارا برجلين،لأن الحمار يشاركك في الحواس الخمس،و إنما أنت مفارق للحمار بسر إلهي،

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 189
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست