responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 174

فصار حفظ الدنيا أيضا مقصودا تابعا للدين،لأنه وسيلة إليه.و المتعلق من الدنيا بالآخرة شيئان:النفوس و الأموال.فكل ما يسد باب معرفة اللّه تعالى فهو أكبر الكبائر،و يليه ما يسد باب حياة النفوس،و يليه ما يسد باب المعايش التي بها حياة النفوس،فهذه ثلاث مراتب فحفظ المعرفة على القلوب،و الحياة على الأبدان،و الأموال على الأشخاص،ضروري في مقصود الشرائع كلها.و هذه ثلاثة أمور لا يتصور أن يختلف فيها الملل .فلا يجوز أن اللّه تعالى يبعث نبيا يريد ببعثه إصلاح الخلق في دينهم و دنياهم،ثم يأمرهم بما يمنعهم عن معرفته و معرفة رسله،أو يأمرهم بإهلاك النفوس و إهلاك الأموال.

فحصل من هذا أن
الكبائر على ثلاث مراتب

الأولى:ما يمنع من معرفة اللّه تعالى و معرفة رسله

،و هو الكفر.فلا كبيرة فوق الكفر.إذ الحجاب بين اللّه و بين العبد هو الجهل.و الوسيلة المقربة له إليه هو العلم و المعرفة و قربه بقدر معرفته ،و بعده بقدر جهله.و يتلو الجهل الذي يسمى كفرا،الأمن من مكر اللّه،و القنوط من رحمته.فإن هذا أيضا عين الجهل.فمن عرف اللّه لم يتصور أن يكون آمنا،و لا أن يكون آيسا.و يتلو هذه الرتبة البدع كلها،المتعلقة بذات اللّه،و صفاته، و أفعاله.و بعضها أشد من بعض.و تفاوتها على حسب تفاوت الجهل بها،و على حسب تعلقها بذات اللّه سبحانه،و بأفعاله،و شرائعه،و بأوامره،و نواهيه و مراتب ذلك لا تنحصر و هي تنقسم إلى ما يعلم أنها داخلة تحت ذكر الكبائر المذكورة في القرءان و إلى ما يعلم أنه لا يدخل،و إلى ما يشك فيه.و طلب دفع الشك في القسم المتوسط طمع في غير مطمع

المرتبة الثانية:النفوس.

إذ ببقائها و حفظها تدوم الحياة،و تحصل المعرفة باللّه.فقتل النفس لا محالة من الكبائر ،و إن كان دون الكفر.لأن ذلك يصدم عين المقصود،و هذا يصدم وسيلة المقصود.إذ حياة الدنيا لا تراد إلا للآخرة،و التوصل إليها بمعرفة اللّه تعالى و يتلو هذه الكبيرة قطع الأطراف،و كل ما يفضي إلى الهلاك،حتى الضرب،و بعضها أكبر من بعض.و يقع في هذه الرتبة تحريم الزنا و اللواط،لأنه لو اجتمع الناس على الاكتفاء بالذكور في قضاء الشهوات انقطع النسل،و دفع الموجود قريب من قطع الوجود.

و أما الزنا فإنه لا يفوت أصل الوجود،و لكن يشوش الأنساب.و يبطل التوارث و التناصر

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 174
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست