responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 150

في وجوب الإيمان،و لكن قد تدهش الغفلة عنه فمعنى هذا العلم إزالة هذه الغفلة،و لا خلاف في وجوبها و من معانيها ترك المعاصي في الحال ،و العزم على تركها في الاستقبال ،و تدارك ما سبق من التقصير في سابق الأحوال،و ذلك لا يشك في وجوبه.و أما التندم على ما سبق،و التحزن عليه،فواجب.و هو روح التوبة،و به تمام التلافى.فكيف لا يكون واجبا!بل هو نوع ألم يحصل لا محالة،عقيب حقيقة المعرفة بما فات من العمر و ضاع في سخط اللّه فإن قلت:تألم القلب أمر ضروري لا يدخل تحت الاختيار،فكيف يوصف بالوجوب؟ فاعلم أن سببه تحقيق العلم بفوات المحبوب.و له سبيل إلى تحصيل سببه.و بمثل هذا المعنى دخل العلم تحت الوجوب،لا بمعنى أن العلم يخلقه العبد و يحدثه في نفسه،فإن ذلك محال.بل العلم،و الندم،و الفعل،و الإرادة،و القدرة،و القادر،الكل من خلق اللّه و فعله وَ اللّٰهُ خَلَقَكُمْ وَ مٰا تَعْمَلُونَ [1]هذا هو الحق عند ذوي البصائر.و ما سوى هذا ضلال فإن قلت:أ فليس للعبد اختيار في الفعل و الترك ؟قلنا نعم :و ذلك لا يناقض قولنا إن الكل من خلق اللّه تعالى.بل الاختيار أيضا من خلق اللّه.و العبد مضطر في الاختيار الذي له.

فإن اللّه إذا خلق اليد الصحيحة،و خلق الطعام اللذيذ،و خلق الشهوة للطعام في المعدة،و خلق العلم في القلب بأن هذا الطعام يسكن الشهوة،و خلق الخواطر المتعارضة في أن هذا الطعام هل فيه مضرة مع أنه يسكن الشهوة،و هل دون تناوله مانع يتعذر معه تناوله أم لا،ثم خلق العلم بأنه لا مانع،ثم عند اجتماع هذه الأسباب تنجزم الإرادة الباعثة على التناول.فانجزام الإرادة بعد تردد الخواطر المتعارضة،و بعد وقوع الشهوة للطعام يسمى اختيارا،و لا بد من حصوله عند تمام أسبابه.فإذا حصل انجزام الإرادة يخلق اللّه تعالى إياها،تحركت اليد الصحيحة إلى جهة الطعام لا محالة.إذ بعد تمام الإرادة و القدرة،يكون حصول الفعل ضروريا، فتحصل الحركة،فتكون الحركة بخلق اللّه بعد حصول القدرة و انجزام الإرادة،و هما أيضا من خلق اللّه.و انجزام الإرادة يحصل بعد صدق الشهوة،و العلم بعدم الموانع،و هما أيضا من خلق اللّه تعالى.و لكن بعض هذه المخلوقات يترتب على البعض ترتيبا جرت به سنة اللّه تعالى في خلقه.و لن تجد لسنة اللّه تبديلا.فلا يخلق اللّه حركة اليد بكتابة منظومة


[1] الصافات:96

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 150
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست