responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 147

قال عليه الصلاة و السلام[1]«النّدم توبة»إذ لا يخلو الندم عن علم أوجبه و أثمره،و عن عزم يتبعه و يتلوه.فيكون الندم محفوفا بطرفيه،أعنى ثمرته و مثمره .و بهذا الاعتبار قيل في حد التوبة أنه ذوبان الحشا لما سبق من الخطا.فإن هذا يعرض لمجرد الألم.و لذلك قيل هو نار في القلب تلتهب،و صدع في الكبد لا ينشعب.و باعتبار معنى الترك قيل في حد التوبة إنه خلع لباس الجفاء و نشر بساط الوفاء .و قال سهل بن عبد اللّه التستري:التوبة تبديل الحركات المذمومة بالحركات المحمودة.و لا يتم ذلك إلا بالخلوة،و الصمت،و أكل الحلال.و كأنه أشار إلى المعنى الثالث من التوبة.

و الأقاويل في حدود التوبة لا تنحصر.و إذا فهمت هذه المعاني الثلاثة،و تلازمها و ترتيبها عرفت أن جميع ما قيل في حدودها قاصر عن الإحاطة بجميع معانيها.و طلب العلم بحقائق الأمور أهم من طلب الألفاظ المجردة

بيان
وجوب التوبة و فضلها

اعلم أن وجوب التوبة ظاهر بالأخبار[2]و الآيات،و هو واضح بنور البصيرة عند من انفتحت بصيرته،و شرح اللّه بنور الإيمان صدره حتى اقتدر على أن يسعى بنوره الذي بين يديه في ظلمات الجهل،مستغنيا عن قائد يقوده في كل خطوة.فالسالك إما أعمى لا يستغنى عن القائد في خطوه،و إما بصير يهدى إلى أول الطريق ثم يهتدى بنفسه.و كذلك الناس في طريق الدين ينقسمون هذا الانقسام.فمن قاصر لا يقدر على مجاوزة التقليد في خطوه، فيفتقر إلى أن يسمع في كل قدم نصا من كتاب اللّه أو سنة رسوله،و ربما يعوزه ذلك فيتحير.فسير هذا و إن طال عمره و عظم جده مختصر،و خطاه قاصرة.و من سعيد شرح اللّه صدره للإسلام،فهو على نور من ربه،فيتنبه بأدنى إشارة لسلوك طريق معوصة، و قطع عقبات متعبة.و يشرق في قلبه نور القرءان و نور الإيمان.و هو لشدة نور باطنه

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 147
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست