responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 117

أبوابا من الحلال،مخافة من الوقوع في الحرام.ثم من هؤلاء من يخرج إلى الإسراف في صب الماء،و ذلك منهي عنه[1]و قد يطول الأمر حتى يضيع الصلاة و يخرجها عن وقتها و إن لم يخرجها أيضا عن وقتها فهو مغرور،لما فاته من فضيلة أوّل الوقت.و إن لم يفته فهو مغرور لإسرافه في الماء.و إن لم يسرف فهو مغرور لتضييعه العمر الذي هو أعز الأشياء فيما له مندوحة عنه،إلا أن الشيطان يصد الخلق عن اللّه بطريق سنّى،و لا يقدر على صد العباد إلا بما يخيل إليهم أنه عبادة،فيبعدهم عن اللّه بمثل ذلك

و فرقة أخرى:غلب عليها الوسوسة في نية الصلاة فلا يدعه الشيطان

حتى يعقد نية صحيحة بل،يشوش عليه حتى تفوته الجماعة،و يخرج الصلاة عن الوقت.و إن تم تكبيره فيكون في قلبه بعد تردد في صحة نيته،و قد يوسوسون في التكبير حتى قد يغيرون صيغة التكبير لشدة الاحتياط فيه.يفعلون ذلك في أول الصلاة،ثم يغفلون في جميع الصلاة،فلا يحضرون قلوبهم ،و يغترون بذلك،و يظنون أنهم إذا أتعبوا أنفسهم في تصحيح النية في أوّل الصلاة،و تميزوا عن العامة بهذا الجهد و الاحتياط،فهم على خير عند ربهم

و فرقة أخرى:تغلب عليهم الوسوسة في إخراج حروف الفاتحة

و سائر الأذكار من مخارجها،فلا يزال يحتاط في التشديدات،و الفرق بين الضاد و الظاء،و تصحيح مخارج الحروف في جميع صلاته،لا يهمه غيره،و لا يتفكر فيما سواه،ذاهلا عن معنى القرءان و الاتعاظ به،و صرف الفهم إلى أسراره و هذا من أقبح أنواع الغرور.فإنه لم يكلف الخلق في تلاوة القرءان من تحقيق مخارج الحروف إلا بما جرت به عادتهم في الكلام،و مثال هؤلاء مثال من حمل رسالة إلى مجلس سلطان،و أمر أن يؤديها على وجهها،فأخذ يؤدى الرسالة و يتأنق في مخارج الحروف،و يكررها و يعيدها مرة بعد أخرى،و هو في ذلك غافل عن مقصود الرسالة،و مراعاة حرمة المجلس،فما أحراه بأن تقام عليه السياسة،و يرد إلى دار المجانين،و يحكم عليه بفقد العقل .و فرقة أخرى:اغتروا بقراءة القرءان فيهذونه هذّا ، و ربما يختمونه في اليوم و الليلة مرة،و لسان أحدهم يجرى به،و قلبه يتردد في أودية الأمانى إذ لا يتفكر في معانى القرءان لينزجر بزواجره،و يتعظ بمواعظه،و يقف عند أوامره

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 117
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست