responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 79

و علمت أنهم إذا عرفوا تركه الشهوات،و توقيه الشبهات،و تحمله مشاق العبادات،أطلقوا ألسنتهم بالمدح و الثناء،و بالغوا في التقريظ و الإطراء.و نظروا إليه بعين التوقير و الاحترام و تبركوا بمشاهدته و لقائه،و رغبوا في بركة دعائه،و حرصوا على اتباع رأيه،و فاتحوه بالخدمة و السلام،و أكرموه في المحافل غاية الإكرام،و سامحوه في البيع و المعاملات، و قدموه في المجالس،و آثروه بالمطاعم و الملابس،و تصاغروا له متواضعين،و انقادوا له في أغراضه موقرين .فأصابت النفس في ذلك لذة هي أعظم اللذات،و شهوة هي أغلب الشهوات،فاستحقرت فيه ترك المعاصي و الهفوات،و استلانت خشونة المواظبة على العبادات،لإدراكها في الباطن لذة اللذات،و شهوة الشهوات.فهو يظن أن حياته باللّه و بعبادته المرضية،و إنما حياته بهذه الشهوة الخفية،التي تعمى عن دركها العقول النافذة القوية.و يرى أنه مخلص في طاعة اللّه،و مجتنب لمحارم اللّه،و النفس قد أبطنت هذه الشهوة تزيينا للعباد،و تصنعا للخلق،و فرحا بما ذلت من المنزلة و الوقار،و أحبطت بذلك ثواب الطاعات و أجود الأعمال،و قد أثبتت اسمه في جريدة المنافقين،و هو يظن أنه عند اللّه من المقربين و هذه مكيدة للنفس لا يسلم منها إلا الصديقون،و مهواة لا يرقى منها إلا المقربون و لذلك قيل.آخر ما يخرج من رءوس الصديقين حب الرئاسة.و إذا كان الرياء هو الداء الدفين،الذي هو أعظم شبكة للشياطين،وجب شرح القول في سببه،و حقيقته،و درجاته و أقسامه،و طرق معالجته،و الحذر منه.و يتضح الغرض منه في ترتيب الكتاب على شطرين:

الشطر الأول :في حب الجاه و الشهرة.

و فيه بيان ذم الشهرة،و بيان فضيلة الخمول، و بيان ذم الجاه،و بيان معنى الجاه و حقيقته،و بيان السبب في كونه محبوبا أشد من حب المال،و بيان أن الجاه كمال وهمىّ و ليس بكمال حقيقيّ،و بيان ما يحمد من حب الجاه و ما يذم و بيان السبب في حب المدح و الثناء و كراهية الذم،و بيان العلاج في حب الجاه،و بيان علاج حب المدح،و بيان علاج كراهة الذم،و بيان اختلاف أحوال الناس في المدح و الذم فهي اثنا عشر فصلا،منها تنشأ معانى الرياء،فلا بد من تقديمها ، و اللّه الموفق للصواب بلطفه و منه و كرمه.

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 79
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست