responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 22

و إن لم يشتد حرصه.فإن شدة الحرص ليست هي السبب لوصول الأرزاق.بل ينبغي أن يكون واثقا بوعد اللّه تعالى،إذ قال عز و جل وَ مٰا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلاّٰ عَلَى اللّٰهِ رِزْقُهٰا [1]و ذلك لأن الشيطان يعده الفقر،و يأمره بالفحشاء،و يقول إن لم تحرص على الجمع و الادخار،فربما تمرض،و ربما تعجز،و تحتاج إلى احتمال الذل في السؤال.فلا يزال طول العمر يتعبه في الطلب،خوفا من التعب،و يضحك عليه في احتمال التعب نقد مع الغفلة عن اللّه،لتوهم تعب في ثاني الحال،و ربما لا يكون.و في مثله قيل
و من ينفق الساعات في جمع ماله مخافة فقر فالذي فعل الفقر
و قد دخل ابنا خالد على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم،فقال لهما[1]«لا تيأسا من الرّزق ما تهزهزت رءوسكما فإنّ الإنسان تلده أمّه أحمر ليس عليه قشر ثمّ يرزقه اللّه تعالى» و مر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بابن مسعود و هو حزين،فقال له[2]«لا تكثر همّك ما يقدّر يكن و ما نرزق يأتك »و قال صلى اللّه عليه و سلم[3]«ألا أيّها النّاس أجمعوا في الطّلب فإنّه ليس لعبد إلاّ ما كتب له و لن يذهب عبد من الدّنيا حتّى يأتيه ما كتب له من الدّنيا و هي راغمة ».و لا ينفك الإنسان عن الحرص،إلا بحسن ثقته بتدبير اللّه تعالى في تقدير أرزاق العباد،و أن ذلك يحصل لا محالة مع الإجمال في الطلب بل ينبغي أن يعلم أن رزق اللّه للعبد من حيث لا يحتسب أكثر.قال اللّه تعالى وَ مَنْ يَتَّقِ اللّٰهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَ يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاٰ يَحْتَسِبُ [2]فإذا انسد عليه باب كان ينتظر الرزق منه،فلا ينبغي أن يضطرب قلبه لأجله،و قال صلى اللّه عليه و سلم[4]«أبى اللّه أن يرزق عبده المؤمن إلاّ من حيث لا يحتسب ».و قال سفيان ،اتق اللّه فما رأيت


[1] هود:6.

[2] الطلاق:2،3

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 22
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست