responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 23

تقيا محتاجا .أي لا يترك التقى فاقدا لضرورته،بل يلقى اللّه في قلوب المسلمين أن يوصلوا إليه رزقه.و قال المفضل الضبي ،قلت لأعرابي،من أين معاشك؟قال نذر الحاج،قلت فإذا صدروا؟فبكى و قال،لو لم نعش إلا من حيث ندري لم نعش.و قال أبو حازم رضى اللّه عنه:وجدت الدنيا شيئين.شيئا منهما هو لي،فلن أعجله قبل وقته،و لو طلبته بقوة السموات و الأرض،و شيئا منهما هو لغيري،فذلك لم أنله فيما مضى،فلا أرجوه فيما بقي يمنع الذي لغيري منى،كما يمنع الذي لي من غيري.ففي أي هذين أفنى عمري،فهذا دواء من جهة المعرفة،لا بد منه لدفع تخويف الشيطان و إنذاره بالفقر

الثالث:أن يعرف ما في القناعة من عز الاستغناء

و ما في الحرص و الطمع من الذل فإذا تحقق عنده ذلك،انبعثت رغبته إلى القناعة،لأنه في الحرص لا يخلو من تعب،و في الطمع لا يخلو من ذل.و ليس في القناعة الا ألم الصبر عن الشهوات و الفضول.و هذا ألم لا يطلع عليه أحد إلا اللّه،و فيه ثواب الآخرة.و ذلك مما يضاف إليه نظر الناس،و فيه الوبال و المأثم.ثم يفوته عز النفس،و القدرة على متابعة الحق.فإن من كثر طمعه و حرصه كثرت حاجته إلى الناس،فلا يمكنه دعوتهم إلى الحق،و يلزمه المداهنة.و ذلك يهلك دينه.و من لا يؤثر عز النفس على شهوة البطن،فهو ركيك العقل،ناقص الإيمان .

قال صلى اللّه عليه و سلم[1]«عزّ المؤمن استغناؤه عن النّاس »ففي القناعة الحرية و العز و لذلك قيل، استغن عمن شئت تكن نظيره و احتج إلى من شئت تكن أسيره،و أحسن إلى من شئت تكن أميره

الرابع:أن يكثر تأمله في تنعم اليهود،و النصارى

،و أراذل الناس،و الحمقى من الأكراد،و الأعراب الأجلاف،و من لا دين لهم و لا عقل،ثم ينظر إلى أحوال الأنبياء،و الأولياء،و إلى سمت الخلفاء الراشدين،و سائر الصحابة و التابعين.و يستمع أحاديثهم،و يطالع أحوالهم،و يخير عقله بين أن يكون على مشابهة

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 23
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست