responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 171

أو سبب آخر،فيغتم زوال النوم،و في منزله ربما يغلبه النوم.و ربما ينضاف إليه أنه في منزله على الدوام،و النفس لا تسمح بالتهجد دائما،و تسمح بالتهجد وقتا قليلا،فيكون ذلك سبب هذا النشاط،مع اندفاع سائر العوائق.و قد يعسر عليه الصوم في منزله و معه أطايب الأطعمة،و يشق عليه الصبر عنها .فإذا أعوزته تلك الأطعمة لم يشق عليه، فتنبعث داعية الدين للصوم،فإن الشهوات الحاضرة عوائق و دوافع تغلب باعث الدين.فإذا سلم منها قوى الباعث.فهذا و أمثاله من الأسباب يتصور وقوعه،و يكون السبب فيه مشاهدة الناس و كونه معهم.و الشيطان مع ذلك ربما يصد عن العمل و يقول:لا تعمل فإنك تكون مرائيا،إذ كنت لا تعمل في بيتك،و لا تزد على صلاتك المعتادة و قد تكون رغبته في الزيادة لأجل رؤيتهم،و خوفا من ذمهم و نسبتهم إياه إلى الكسل لا سيما إذا كانوا يظنون به أنه يقوم الليل،فإن نفسه لا تسمح بأن يسقط من أعينهم،فيريد أن يحفظ منزلته.و عند ذلك قد يقول الشيطان:صل فإنك مخلص،و لست تصلي لأجلهم بل للّٰه،و إنما كنت لا تصلي كل ليلة لكثرة العوائق،و إنما داعيتك لزوال العوائق لا لاطلاعهم و هذا أمر مشتبه إلا على ذوي البصائر.فإذا عرف أن المحرك هو الرياء،فلا ينبغي أن يزيد على ما كان يعتاده و لا ركعة واحدة،لأنه يعصى اللّه بطلب محمدة الناس بطاعة اللّه.و إن كان انبعاثه لدفع العوائق،و تحرك الغبطة و المنافسة بسبب عبادتهم،فليوافق.و علامة ذلك أن يعرض على نفسه أنه لو رأى هؤلاء يصلون من حيث لا يرونه،بل من وراء حجاب،و هو في ذلك الموضع بعينه هل كانت نفسه تسخو بالصلاة و هم لا يرونه،فإن سخت نفسه فليصل،فإن باعثه الحق و إن كان ذلك يثقل على نفسه لو غاب عن أعينهم فليترك،فإن باعثه الرياء.

و كذلك قد يحضر الإنسان يوم الجمعة في الجامع من نشاط الصلاة ما لا يحضره كل يوم و يمكن أن يكون ذلك لحب حمدهم ،و يمكن أن يكون نشاطه بسبب نشاطهم،و زوال غفلته بسبب إقبالهم على اللّه تعالى.و قد يتحرك بذلك باعث الدين،و يقارنه نزوغ النفس إلى حب الحمد.فمهما علم أن الغالب على قلبه إرادة الدين،فلا ينبغي أن يترك العمل بما يجده من حب الحمد،بل ينبغي أن يرد ذلك على نفسه بالكراهية،و يشتغل بالعبادة.و كذلك قد يبكى جماعة،فينظر إليهم،فيحضره البكاء خوفا من اللّه تعالى،لا من الرياء،و لو سمع

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 171
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست