responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 170

إنى أتيت هذا الرجل،فقال أقصر عليك من لسانك و قولك:إذا غزا عدو اللّه كذا و كذا و إذا أغزى أخاه أغزاه كذا،لا أبا لك،تحرض علينا الناس؟أما إنا على ذلك لا نتهم نصيحتك فأقصر عليك من لسانك.قال فدفعه اللّه عنى.و ركب الحسن حمارا يريد المنزل،فبينما هو يسير إذ التفت فرأى قوما يتبعونه،فوقف فقال:هل لكم من حاجة؟أو تسألون عن شيء؟و إلا فارجعوا ،فما يبقى هذا من قلب العبد.فبهذه العلامات و أمثالها تتبين سريرة الباطن.و مهما رأيت العلماء يتغايرون و يتحاسدون ،و لا يتوانسون و لا يتعاونون،فاعلم أنهم قد اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة فهم الخاسرون.اللهم ارحمنا بلطفك يا أرحم الراحمين

بيان
ما يصح من نشاط العبد للعبادة بسبب رؤية الخلق و ما لا يصح

اعلم أن الرجل قد يبيت مع القوم في موضع،فيقومون للتهجد،أو يقوم بعضهم فيصلون الليل كله أو بعضه،و هو ممن يقوم في بيته ساعة قريبة،فإذا رآهم انبعث نشاطه للموافقة حتى يزيد على ما كان يعتاده.أو يصلى،مع أنه كان لا يعتاد الصلاة بالليل أصلا.و كذلك قد يقع في موضع يصوم فيه أهل الموضع،فينبعث له نشاط في الصوم،و لو لا هم لما انبعث هذا النشاط.فهذا ربما يظن أنه رياء،و أن الواجب ترك الموافقة،و ليس كذلك على الإطلاق بل له تفصيل،لأن كل مؤمن راغب في عبادة اللّه تعالى،و في قيام الليل و صيام النهار.و لكن قد تعوقه العوائق،و يمنعه الاشتغال،و يغلبه التمكن من الشهوات.أو تستهويه الغفلة فربما تكون مشاهدة الغير سبب زوال الغفلة،أو تندفع العوائق و الأشغال في بعض المواضع فينبعث له النشاط،فقد يكون الرجل في منزله،فتقطعه الأسباب عن التهجد،مثل تمكنه من النوم على فراش وثير،أو تمكنه من التمتع بزوجته،أو المحادثة مع أهله و أقاربه،أو الاشتغال بأولاده،أو مطالعة حساب له مع معامليه.فإذا وقع في منزل غريب،اندفعت عنه هذه الشواغل التي تفتر رغبته عن الخير،و حصلت له أسباب باعثة على الخير،كمشاهدته إياهم و قد أقبلوا على اللّه،و أعرضوا عن الدنيا،فإنه ينظر إليهم فينافسهم،و يشق عليه أن يسبقوه بطاعة اللّه،فتتحرك داعيته للدين لا للرياء.أو ربما يفارقه النوم لاستنكاره الموضع،

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 170
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست