responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 142

المقام الثاني:في دفع العارض منه في أثناء العبادة.

و ذلك لا بد من تعلمه أيضا.فإن من جاهد نفسه،و قلع مغارس الرياء من قلبه بالقناعة،و قطع الطمع،و إسقاط نفسه من أعين المخلوقين،و استحقار مدح المخلوقين و ذمهم،فالشيطان لا يتركه في أثناء العبادات،بل يعارضه بخطرات الرياء.و لا تنقطع عنه نزغاته ،و هوى النفس و ميلها إلا ينمحى بالكلية .فلا بد و أن يتشمر لدفع ما يعرض من خاطر الرياء.و خواطر الرياء ثلاثة.قد تخطر دفعة واحدة كالخاطر الواحد،و قد تترادف على التدريج فالأوّل:العلم باطلاع الخلق،و رجاء اطلاعهم.ثم يتلوه هيجان الرغبة من النفس في حمدهم و حصول المنزلة عندهم.ثم يتلوه هيجان الرغبة في قبول النفس له،و الركون إليه،و عقد الضمير على تحقيقه.فالأول معرفة.و الثاني حالة تسمى الشهوة و الرغبة.و الثالث فعل يسمى العزم و تصميم العقد.و إنما كمال القوة في دفع الخاطر الأول و رده قبل أن يتلوه الثاني فإذا خطر له معرفة اطلاع الخلق،أو رجاء اطلاعهم،دفع ذلك بأن قال مالك و للخلق علموا أو لم يعلموا،و اللّه عالم بحالك؟فأي فائدة في علم غيره؟فإن هاجت الرغبة إلى لذة الحمد، يذكر ما رسخ في قلبه من قبل من آفة الرياء،و تعرضه للمقت عند اللّه في القيامة،و خيبته في أحوج أوقاته إلى أعماله.فكما أن معرفة اطلاع الناس تثير شهوة و رغبة في الرياء فمعرفة آفة الرياء تثير كراهة له تقابل تلك الشهوة.إذ يتفكر في تعرضه لمقت اللّه و عقابه الأليم و الشهوة تدعوه إلى القبول،و الكراهة تدعوه إلى الإباء و النفس تطاوع لا محالة أقواهما و أغلبهما فإذا لا بد في رد الرياء من ثلاثة أمور.المعرفة،و الكراهة،و الإباء.و قد يشرع العبد في العبادة على عزم الإخلاص،ثم يرد خاطر الرياء فيقبله،و لا تحضره المعرفة و لا الكراهة التي كان الضمير منطويا عليها.و إنما سبب ذلك امتلاء القلب بخوف الذم و حب الحمد،و استيلاء الحرص عليه،بحيث لا يبقى في القلب متسع لغيره،فيعزب عن القلب المعرفة السابقة بآفات الرياء،و شؤم عاقبته،إذ لم يبق موضع في القلب خال عن شهوة الحمد أو خوف الذم.و هو كالذي يحدث نفسه بالحلم و ذم الغضب،و يعزم على التحلم عند جريان سبب الغضب،ثم يجرى من الأسباب ما يشتد به غضبه،فينسى سابقة عزمه،و يمتلئ قلبه غيظا يمنع من تذكر آفة الغضب،و يشغل قلبه عنه فكذلك حلاوة الشهوة تملأ القلب،

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 142
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست